جرت يوم الاثنين 27 يناير 2020، أول عملية للدفن في مقبرة السلام بوجدة. وبالرغم من تجيير الآلة الإعلامية لمصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة، لهذه العملية، ومن قبلها لافتتاحه الاستعراضي لها، فإن هناك تساؤلات عديدة تشغل بال الرأي العام بوجدة:
1- المقبرة لا تتوفر على كناش تحملات، يوضح رسوم الدفن، حتى وإن كان بنحمزة يدعي أنها ستكون بالمجان للترويج لمنتوجه. لكن جانبا من بنية التلقي في وجدة تشكك في كلام بنحمزة، حيث تعتبر هذه المجانية الآن، من قبيل «العباسية»، في انتظار مرور الانتخابات. ولم يوضح هذا الكناش المفترض، عدد الموتى الذين سيتداولون على القبر، هل هم ثلاثة أو أكثـر؟ ومدة الإقامة الآمنة، هل هي ثلاث سنوات أو أكثـر، قبل أن تحشر المكنسة عظامهم في السرداب؟ وهل سيحمل القبر شاهدا أو رقما؟ فكل ما يتم تداوله بهذا الشأن هو مجرد أخبار غير رسمية. وهذا أمر معيب في تواصل الجماعة الحضرية بوجدة مع ساكنتها.
2- المقبرة وهي تتغيا فرض طريقة الدفن المتجددة، على ساكنة وجدة، تفتقر إلى فتوى المجلس العلمي الأعلى، حتى تأخذ طابعها القانوني. ومصطفى بنحمزة عوض أن يتعامل مؤسساتيا مع انشغالات الرأي العام، وجدناه يفضل الخرجات الإعلامية، للتعريض بشكل أو بآخر بكل المعارضين لنهجه الأصولي. فبعد أن هدم الأضرحة وسوى القبور بالأرض، يريد بالتدليس، وفرض الأمر الواقع على الأفراد والمؤسسات، أن يحشر الموتى على المعتقد الوهابي. ولإضفاء المشروعية السنية على مقبرته ادعى أنها تضم لحودا. والحقيقة أن ما بناه لا يحوز صفة اللحد بمواصفاته المحددة في كتب الفقه، بل هو مجرد شق أضيف له السرداب/القبو، لرمي عظام الميت الأول والثاني و... لذلك فبنحمزة سقط في نهج التدليس على الرأي العام. من ثمّ على جهة الاختصاص الديني أن تعطل عمل السرداب، وتفرض حمل القبر للشاهد، لطمأنة الرأي العام بمغربة هذه المقبرة، وبالتالي وقف الجدل حولها.
3- بما أن المقابر تشرف عليها الجماعات المحلية، ما هو السبب الحقيقي الذي جعل الرئيس عمر احجيرة، ينقلب على رأيه الأول حول المقبرة. إذ مازلنا نتذكر إشادة بعض المنابر الإعلامية في أبريل 2016 (ومن بينها موقع «أنفاس بريس») بمعارضته وبحضور الوالي المهيدية آنذاك، لرغبة مصطفى بنحمزة الأصولية، أم أن اللوبي العقاري المحيط ببنحمزة أثر على احجيرة، وخاف على مصالحه الانتخابية، ففوض له إتمام العملية بالكامل؟ لا شك أن تغيير الرئيس احجيرة لموقفه المنسجم مع أصالة مدرسته السياسية، يترجم في قراءة معينة، صفقة ضمان بنحمزة لأغلبيته في المجلس الجماعي لوجدة. وهذا ما يفسر رفع بنحمزة لحرج حضوره افتتاح هذه المقبرة.
وبالجملة، فإن مقبرة «السلام» أو مطرح عظام أهل وجدة، تترجم زواج الأصولية، ولوبي العقار، والحسابات الانتخابية.
فعن أية حرمة للموتى يتحدث بنحمزة، في مطرح العظام البشرية في وجدة؟