الخميس 28 مارس 2024
اقتصاد

هل ستنجح لجنة التفتيش المركزية في كشف ما يقع بمديرية الفلاحة ببنسليمان؟

هل ستنجح لجنة التفتيش المركزية في كشف ما يقع بمديرية الفلاحة ببنسليمان؟ وقفة احتجاجية سابقة لفلاحي إقليم بنسليمان

استفحال الصراعات بين مجموعة من موظفي المديرية الإقليمية للفلاحة ببنسليمان والتنظيمات المهنية بنفس الإقليم حول ملف الإعانات، جعل وزارة الفلاحة تتخذ قرار بعث لجنة تفتيش مركزية لتقصي الحقائق فيما يحدث بهذه المديرية؛ خاصة وأن فلاحي إقليم بنسليمان أعربوا في العديد من المحطات عن غضبهم من قرارات اللجن الموكول إليها البت في الملفات الخاصة بالإعانات الفلاحية المرتبطة بمجموعة من البرامج منها، السقي بالتنقيط وتسمين الأبقار والعجول وبرامج فلاحية مختلفة، خاصة وأن إقليم بنسليمان أصبح خلال السنوات الأخيرة يتميز بوجود عشرات التعاونيات الفلاحية.

 

واتضح كذلك أن هذه التعاونيات مقسمة إلى صنفين: صنف نشيط يعمل بمعايير سليمة، وصنف تشوبه مجموعة من الاختلالات.. وهذا هو بيت القصيد الذي أشعل فتيل الحرب بين مكونات لجن مديرية الفلاحية وممثلي بعض التعاونيات ونسبة من الفلاحين.

 

ويذكر أن العديد من المقاولات الفلاحية تبقى هي الأخرى جد متضررة من توقيف الإعانات الفلاحية، لكونها تتعامل مع فلاحي الإقليم من خلال السهر على إنجاز مجموعة من البرامج الفلاحية، وكلما توقف دعمها تتأثر المقاولات بشكل مباشر. إلا أن الأمر الذي لا يمكن التستر عليه يكمن في وجود الخلل. والخلل يشمل  قرارات بعض موظفي المديرية الإقليمية للفلاحة ومجموعة من الفلاحين كذلك. إذ يتجلى هذا الخلل في القرارات المتخذة سابقا في حق العديد من الموظفين، الذين تم تجريدهم من مهمة الإشراف على اللجن الموكول إليها في البت في ملفات الإعانة الخاصة بالفلاحين.

 

وهكذا، فإن مجموعة من الموظفين حاليا لا مهام لهم داخل المديرية. وليس الموظفون وحدهم الذين وسط شكوك الاتهامات، بل إن الاتهامات توجه للعديد من الفلاحين الذين يتحايلون على القوانين للاستفادة من الدعم المالي من دون استحقاق. وهناك حالات غريبة يتم الحديث عنها؛ فهناك من كان يستأجر أشجار الزيتون بالمئات ويتم غرسها، ومباشرة بعد زيارة اللجنة وتوثيق الزيتون بالصور والفيديو، يعمد نفس الفلاح إلى جمع كل الأغراس وإرجاعها من حيث حملها. ومقابل هذه العملية الاحتيالية يتوصل بدعم مالي عن مشروع وهمي بملايين من السنتيمات. وليست هذه هي الحالة الوحيدة، فهناك حالات أخرى متعددة، البعض منها تم بتواطؤ مع أفراد من اللجن المشرفة.

 

في ظل هذه الأوضاع، فإن قرار وزارة الفلاحة ببعث لجنة تفتيش مركزية للمديرية الإقليمية للفلاحة ببنسليمان، كان قرارا صائبا، إذ أن لجنة التفتيش ستعمل بالتأكيد على "تشتيت الرمانة"، لكون العارفين بخبايا الأمور يؤكدون أن هناك خروقات عديدة، وعلى من قاموا بها تحمل مسؤوليتهم في ذلك.