بنحر الناقة بفضاء زاوية أسا حاضرة قبائل أيتوسى، تطوى صفحة من موسمها الديني مساء الأحد 10 نونبر 2019، وارتبط طقس النحر بالموسم على امتداد الأجيال الماضية، لما تحمله "النحيرة" من دلالات دينية في إطعام الفقهاء والطلبة والمساكين وعابري السبيل، وتاريخية تجسد عمق الزاوية في تاريخ الصحراء عامة ولدى أيتوسى خاصة.. مما يجعل موسم أسا الديني ضاربا في القدم بل من أقدم المواسم في المنطقة في ارتباطه بتأسيس الزاوية في القرن 18 ميلادي .على يد اعزى ويهدى، دون الحديث عن النشاط التجاري للموسم إلى جانب نشاطه الديني والاجتماعي.
ويشكل مشهد نحر الناقة، مناسبة لتبيان وحدة القبيلة من حيث تناوب مكوناتها على عمليتي اقتناء النحيرة وذبحها، بحيث يلتئم أعيانها وأفرادها من كل حدب وصوب لمشاهدة النحر في مشهد مهيب يواكبه تلاوة بعض الأدعية والصلاة على الرسول الأكرم من قبل صلحاء القبيلة.
يكون حرص المكون القبلي الذي يتولى عملية النحر على اقتناء ناقة بيضاء فاقع لونها تسر الناظرين، فهي تبقى فأل خير لموسم فلاحي على الأبواب، يتحلق الأعيان والشيوخ الممثلون القبائل الصحراوية حول مكان النحر.. ولأن نحر الناقة يختلف عن نحر الغنم والبقر، يشحذ سكين من الحجم الكبير وبمساعدة رجال غلاظ، ينساب الدم الأحمر من جيدها، فيعلو التكبير والتحميد والتهليل،
الكثير من الحاضرين يعتبرون بأن لحم الناقة فيه بركة الصالحين، وهو الاعتقاد الذي يجعلهم أكثر حرصا على نيل قطعة منه ولو التبرك.
الكثير من الحاضرين يعتبرون بأن لحم الناقة فيه بركة الصالحين، وهو الاعتقاد الذي يجعلهم أكثر حرصا على نيل قطعة منه ولو التبرك.
الربع الأول يقدم للوافدين من الطلبة وغيرهم من الزوار الذين يحجون نحو أسا من مناطق محيطة.
الربع الثاني يعطى للفقهاء والفقراء و المساكين.
فيما النصف يتم بيعه ويرجع ثمنه أو ريعه إلى صندوق الزاوية قصد استثماره في شراء بعض اللوازم لتغطية نفقاته.