الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

نوفل البعمري: عن تصريحات السعداني حول الصحراء

نوفل البعمري: عن تصريحات السعداني حول الصحراء نوفل البعمري
تصريحات السعداني القيادي السابق في الأفلان الجزائرية حول الصحراء و العلاقة المغربية الجزائرية ليست هي المرة الأولى التي يعبر فيها عن هكذا موقف مغاير للتوجه الرسمي بالجزائر، فقد سبق له و عند استضافته في قناة النهار الجزائرية المعادية للمغرب أن فاجئ محاوره الذي استضافه للهجوم على المغرب أن صرح بأن له موقف مغاير من ملف الصحراء عن الموقف الرسمي و أنه اذا تحدث سيخرج الجزائريين للشارع في إشارة إلى الهدر المالي في نزاع كلف الشعب الجزائري وخزينة دولته ملايير الدولارات....
ها هو الشعب الجزائري قد  خرج للشارع للمطالبة بالإصلاحات السياسية و الديموقراطية و انتقال سلمي للسلطة، و السعداني بدوره يخرج ليدلي بتصريح اعلامي حول ملف الصحراء،و فتح الحدود مع المغرب، المهم في نظري في تصريحه ليس اعترافه بمغربية الصحراء كما ذهبت جل التغطيات لأن هذا تحصيل حاصل و جل القيادات الجزائرية تعرف ذلك رغم كل ما تقوم به، بل الأهم في تصريحه هو إقراره بالدور الجزائري في الملف و النزاع، لأن ذلك يعزز من الخطاب و الموقف المغربيين عندما اعتبرا و نادى باعتبار الطرف الجزائري هو الأساسي و الرئيسي في الملف و النزاع، الذي لولا هذا الدعم السياسي و خاصة المالي لما استطاعت الجبهة أن تستمر في الوجود و لانتهت إلى الموت رغم أنها كتنظيم تلتقط أنفاسها الأخيرة داخليا في المخيمات و خارجيا أمميا، و يزكي هذا التصريح توجه الأمم المتحدة في قراراتها السابقة القاضية بالاعتراف بالدور الجزائري في المسار السياسي للنزاع، و وصفها بالطرف الرئيسي في الملف و في الحل و المباحثات التي جرت في جنيف.
هنا تكمن أهمية تصريح السعداني، و هنا يكمن أهمية بلاغ الخارجية المغربي عندما تصدى لمزوار بقوة، و وضوح لأنه ليس شخصية عادية و ليس مسؤول سياسي سابق و فقط، بل لأنه تحمل مسؤولسة وزارة الخارجية و كان عليه أن يعيي أن الوضع في الجزائر اليوم ليس هو الأمس، و هو الوضع الذي  شجع السعداني و سيشجع أسماء سياسية و قيادية أخرى للخروج للعلن للتعبير عن مواقفها من الملف علانية بعد أن كانت تعبر عنها في الصالونات المغلقة.
من يتابع الوضع الجزائري جيدا لن يفاجئه تصريح السعداني لأنه ليس الأول له و لأنه عبر عنه في عز قوة النطام العسكري الجزائري بوضوح و قوة،و يفتح الباب أمام اليد الممدوة للمغرب اتجاه الجزائر طبقة سياسية و قيادة جزائرية أيا كان موقعها في الحكم.
السؤال ماذا ستعفل طبقتنا السياسية نحن بعد هذا التصريح؟؟ هل ستكتفي فقط بنقل التصريح؟
أليست اللحظة مواتية لإحياء المبادرات السياسية الحزبية اتجاه السياسيين الجزائريين، بدل الاكتفاء بالتهليل و التصفيق و كأننا مفاجئين من تصريحه رغم أنه و لمن يعرف مواقف الرجل لن يفاجئ؟
اليد المغربية الممدوة، لها من يسندها في الجزائر، و السعداني و غيره قد يكونوا مدخلا لها لتهيئة الظروف و إنضاجها لحوار مفتوح على المستقبل و على رهاناته المشتركة.