الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

اللوائح الجديدة الخاصة بدعم الجمعيات تثير غضب فعاليات جمعوية ببنسليمان

اللوائح الجديدة الخاصة بدعم الجمعيات تثير غضب فعاليات جمعوية ببنسليمان إدريس جطو رئيس المجلس الأعلى للحسابات (يمينا) ومحمد اجديرة رئيس بلدية بنسليمان

إنها حالات متعددة من السخط والغضب تنتاب العديد من ممثلي جمعيات المجتمع المدني بمدينة بنسليمان، ويعود ذلك للمبالغة المالية التي منحت بشكل غير مستحق لمجموعة من الجمعيات وفق معايير الزبونية والمحسوبية والمحسوبية. واتضح أن مجموعة من العاطلين عن العمل أصبحوا يعولون على المال العام لتصريف متطلبات حياتهم الخاصة، وهذا أمر لا يندرج في الأهداف النبيلة للعمل الجمعوي، والذي هو مبني على سلوك التضحية والخدمة المجانية، وذلك للمساهمة في الرفع من العديد من المقومات المرتبطة بمجالات متعددة منها الواجهة الرياضية والثقافية والبيئية والفنية والواجهة الاجتماعية...

 

لكن تأكد بالملموس أن هناك عشرات الحالات تتحايل على القوانين المنظمة للعمل الجمعوي من أجل الاستفادة من الدعم المادي لغاية مصالح ذاتية صرفة. فما تتضمنه اللوائح الجديدة المرتبطة توضح بشكل جلي أن العمل الجمعوي أصبح لدى فئة معينة بمثابة "بيزنس".

 

هذا الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل شمل مجموعة من المستشارين الذين تحايلوا على الفصل 65 الذي يمنعهم من الاستفادة من الدعم الخاص بالجمعيات، فنهجوا أساليب "مفروشة" للتوصل بالدعم المادي بطرق ملتوية.

 

وينتظر الرأي العام المحلي قدوم لجن من المجلس الأعلى للحسابات قصد تسهيل مهامها في الاطلاع على أدق تفاصيل التحايل المتبع في الدعم المالي للجمعيات ببلدية بنسليمان.

 

والأمر الذي يؤكد زبونية منح الدعم للأصدقاء والمعارف، يتجلى في إقصاء عشرات الجمعيات النشيطة من الدعم، فيما نالت بعض الجمعيات أرقاما مالية جد باهظة. وهذه أمور تستدعي من الجهات الوصية على المال العام التدقيق في حيثيات التأشير على هذه المبالغ الخيالية. 

 

في هذا السياق تحدث رئيس جمعية تعنى بمجال البيئة بمدينة بنسليمان، قائلا لـ "أنفاس بريس"، "إن جمعيتنا ليست في حاجة لأي دعم مالي.. نحن في خدمة البيئة بشكل مجاني، وإن كان مجال البيئة بهذه المدينة أصبح محط مساومات وبيع وشراء. وهناك أطراف تهتم بمجال البيئة ولكن شفويا وخدمة لجهات تستغل المجال البئي لأهداف تجارية محضة".

 

وأضاف أن "الصورة الحالية للدعم المالي الذي تؤشر عليه بلدية بنسليمان، هي صورة مشوهة، تخدم أسماء معينة تأخذ من المجال الجمعوي طريقا للبحث عن مصاريف مالية لا تصرف في اتجاهات تخدم المدينة وتنميتها، وإنما تعمل على "تنمية" جيوب أسماء معروفة محليا، وهذا أمر جد مؤسف وعلى الجهات المسؤولة تحمل مسؤوليتها اتجاه هذا التسيب".