السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

المعتصم يكتب 5 ملاحظات على إقرار اللغة الفرنسية لتدريس المواد العلمية والتقنية

المعتصم يكتب 5 ملاحظات على إقرار اللغة الفرنسية لتدريس المواد العلمية والتقنية لحسن المعتصم
يتذكر المغاربة مع دخول الاستعمار أن اللغة التي كانت  تدرس بها العلوم والثقافة والآداب والدراسات الدينية واللسنية كانت هي العربية، بحكم أن المؤسسات التعليمية، آنذاك، كانت مؤسسات دينية (زوايا ورباطات ) بالدرجة الاولى؛  كتلك التي أسسها الكاثوليك وما تزال قائمة الى يومنا هذا بكل الدول الاوربية، وهي التي تحولت اليوم بفعل التطور البنيوي الذي شهدته أوربا الى مدارس خاصة تستلهم القواعد بها من الدين والتوجهات من الفكر الكاثوليكي، لكنها أحدثت ثورة في أنظمتها ونوعت من عرضها التعليمي التعلمي.
بالمقابل في بلدنا ارتكبت الحكومات أخطاء فادحة نؤدي اليوم ضرائبها غالية: بحيث أنه عوض دعم المؤسسات الدينية على عهد الاستعمار وتعزيز تواجدها وتطوير منظومتها والدفع بنخبتها لتغيير أنماط تدبيرها، شلت بالكامل واعتبرت فقط مؤسسات رمزية لا أدوار يمكن أن تلعبها، واستحدثت مكانها المدارس واستقدمت النخبة الفرنسية للتدريس بها واستعين انذاك ببعض الفقهاء والعلماء. هذه الوضعية أدت الى بروز تيارات داخل الدولة ترفض الفرنسية ونظامها الجديد لكن بوجود لوبي اقتصادي قوي وبظهور نخبة مغربية تم تدريسها وتكوينها بالديار الفرنسية اصبح المغرب امام حتمية واحدة هي الفرنسية ولا غيرها .
 مع بداية عهد الاستقلال تضاعف عدد الذين درسوا في اطار البعثات، بل وتم استقدامهم لشغل مناصب المسؤولية وتدبير شؤون مؤسسات الدولة، مات الملك محمد الخامس واعتلى الملك الحسن الثاني العرش وفي عهده ،وهو الذي تخرج على يد الفرنسيين، تطور حضور الفرنسية بالمغرب وتوطدت العلاقات مع فرنسا بشكل كبير وساهم تواصل الملك مع الاعلام الفرنسي خلال جلسات تبث في التلفزيونات الفرنسية في رفع منسوب استعمال لغة فرنسا في جميع مجالات الحياة العامة، جيلا بعد جيل ليصل اليوم المغرب الى الوضع الذي ترون، كل المعاهد تدرس بالفرنسية، كل مؤسسات الدولة تستعمل الفرنسية كلغة للتواصل الداخلي ، كل الانظمة والقوانين والعقود بالابناك هي بالفرنسية ، الوضع اصبح اليوم معقد جدا وفصل هذه اللغة بعد هذا التراكم عن المقررات بمبررات ايديلوجوية هو جريمة اخرى في حق هذا الشعب .