الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

سيرة رجل سلطة :الحسن مختبر .. من لاعب كرة قدم إلى التنظيم السري المسلح (الحلقة 12)

سيرة رجل سلطة :الحسن مختبر .. من لاعب كرة قدم إلى التنظيم السري المسلح (الحلقة 12) الحسن مختبر
في سياق توثيق الذاكرة السياسية لمغرب الستينيات والسبعينيات، واحتفاء بالأسماء التي أدت ضريبة النضال من أجل التقدم والديمقراطية، نستعيد في هذه الصفحات مقاطع من سيرة المناضل مختبر الحسن، المحامي ورجل السلطة، الذي فرح بالحكم عليه بالمؤبد لأن قبله تناثرت أحكام الإعدام ونفذت بعد ذلك.
انطلاقا من مرحلة النشأة والتكوين بدرب الكبير بالدارالبيضاء، مرورا بالتحاقه بالدرس الجامعي، وتحديدا بخلايا الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ثم لاحقا بالعمل كقائد بمنطقة واد لاو بشمال المغرب، السيرة تبرز التفاصيل: لقاء الحسن الثاني- لقاء عمر دهكون- الفقيه البصري- اغتيال الجنرال أوفقير - زيارة الشهيد عمر بنجلون في السجن وبعد الطرد الملغوم، ويروي لنا قصة باخرة السلاح التي لم تتمكن من دخول بحر شمال المغرب لأسباب لوجيستية، وقائع الاعتقالات والمحاكمات، اغتيال الشهيد المهدي بنبركة، النقاشات داخل الحقل الطلابي وما ترتب عنه من جدل بين مكونات اليسار المغربي وتفاعلات الانقلاب العسكري وانتهاء باستراتيجية النضال الديمقراطي التي آمن بها أشد الإيمان ومازال لم يبدل تبديلا عنها داخل صفوف الاتحاد الاشتراكي بكل تواضع وإيمان ... عضو نشيط في التنظيم السري المسلح، واضع خرائط قيادة ومحيطها بالجنوب... رجل يحب الفن والثقافة ولاعب كرة القدم الذي تغير مساره للكفاح المسلح:

دهكون يبلغني بإلغاء اجتماع أجنحة التنظيم السري المسلح بمدينة أكادير

وكيف كانت علاقتك بالمناضلين؟

أذكر أيضا أنني كنت أساهم في الدعم المادي لعائلات المعتقلين، وأنا أمارس وظيفتي بشكل عادي كقائد بواد لاو. وكان المرحوم الوديع الأسفى يزورني بالإضافة إلى مجموعة من الأصدقاء الذين كانوا يقيمون عندي خلال فصل الصيف أوفي العطل، كما كنت آتي إلى الدار البيضاء لزيارة العائلة والأصدقاء.

وبالتنظيم السري؟

في شهر أكتوبر 1970، كان هناك لقاء بين مختلف أجنحة التنظيم المسلح في المغرب، كان عمر دهكون قد سلمني دعوة للقاء بمدينة أكادير، وكان هناك أيضا محمد بنونة الذي لم أكن أعرفه ولم يسبق لي أن سمعت به. استدعيت للحضور إذن وكان ممثلو الجهات هم: دهكون عن جهة الدار البيضاء والرباط والقنيطرة، الناصري الفاضل عن منطقة الأطلس المتوسط وعن منطقة الجنوب محمد بنونة الملقب بمحمود المزداد بالرباط سنة 1938 من عائلة بسيطة، وكان قياديا في التنظيم السري ساهم في التخطيط لأحداث مولاي بوعزة سنة 1973.

في هذه الفترة هل كنت متزوجا؟

  • التحقت بالوظيفة لم أكن متزوجا وبدأت أفكر فيه، تزوجت من عائلة ملوك الشافعي في أكتوبر 1970، ابنة أخيه واسمها بديعة، كانت تلميذة بثانوية شوقي في بداية السبعينيات، بوساطة الأستاذ المحامي محمد كرم المتزوج بأختها فاطمة ملوك.

وكيف زاوجت بين وظيفتك كقائد وعضو نشيط بالتنظيم السري المسلح؟

قررت أن أقيم شهر العسل بمدينة أكادير "كتمويه". وفي طريقي عرجت على إيموزار لزيارة قائدها، فبعد تخرجنا كان لي صديق اسمه مروان فراجي لما عُينت أنا بواد لاو عين هو قائدا بادوتنان بالقرب من مدينة أكادير. قبل الوصول إلى الفندق زرت هذا الصديق بمكان عمله الذي يتواجد فيه بصفته قائدا بالمنطقة، بعد الضيافة، بدأت في تصوير الخرائط، مكان تواجد القيادة والإدارة والقوات المساعدة وبكم تبعد الثكنة العسكرية. إنه أسلوب تشي غيفارا الذي كنت متأثرا به وأشتغل عليه. كل تلك الخرائط التي هيأتها عند صديقي القائد سلمتها لعمر دهكون، (كان يوصيني بحرق كل شيء، وأثناء اعتقاله وجدوا عنده خرائط القيادة ومحيطها فتم اعتقال قائد المنطقة أيضا وأتمنى أن يعذرني على هذا الفعل).

في محاكمة مراكش، كنا نساعد عائلات المعتقلين على خلفية تلك الأحداث، حيث كنا نبحث عن شخص نرسل له مبالغ مالية لدعم المعتقلين ويتكلف هو بتوزيعها. طرحتُ على المحامي محمد كرم، الذي كان يقضي عندي العطلة مع زوجته بواد لاو ، فكرة البحث عن مصدر خارجي للدعم، فوافق شريطة أن يكون الدعم من منظمة غير حكومية بجهة معترف بها دوليا. بلغت الجواب إلى عمر دهكون، الذي أقر بهذا الكلام لما اعتقل، فتم اعتقال محمد كرم.

ماهي خلاصة اجتماع أجنحة التنظيم المسلح؟

أقمت مع زوجتي في الفندق بأكادير لملاقاة عمر دهكون الذي لم يكن معتقلا بعد فأخبرني أنه تم إلغاء موعد اجتماع التنظيم السري، ذلك كل ما أخبرني به وأنا لا أعرف سبب إلغاء الموعد حتى يومنا هذا.

ومن بين الأحداث التي تفاجأت بها، قنبلة بمسرح محمد الخامس بالرباط وقضية القنصل الأمريكي بالدار البيضاء. طلبت من عمر دهكون أن يشرح لي الغاية من هذا العمل الذي يمس الأشخاص الأبرياء وعائلاتهم ومحاولة قتل من لا ذنب لهم، فلم يقنعني وتألمت لحادث المسرح.