الخميس 18 إبريل 2024
رياضة

التحكيم الرياضي.. الخلل المتنامي في البطولة الاحترافية

التحكيم الرياضي.. الخلل المتنامي في البطولة الاحترافية يحيى حدقة (يمينا) والمرحوم سعيد بلقولة

منذ مدة وأصوات الاحتجاجات تتعالى وتستنكر منددة بالأخطاء القاتلة للعديد من الحكام، والكل يتساءل: ماذا وراء هذا الخلل المتزايد؟ الأمر لا يعدو أن يكون خطأ تقنيا أو إنسانيا عابرا، بل أصبح جوهريا يوجه كل الانتقاد لمستوى التحكيم الرياضي ببلادنا الذي نزلت كفاءته إلى أضعف مستوى، وأصبح العديد من الحكام يفسدون لقاءات كرة القدم بالبطولة الاحترافية بأخطاء قاتلة تمس بمصداقية المنافسة.. فكيف لفريق ينهزم بضربة جزاء خيالية، وآخر يحرم من ضربة جزاء مشروعة، أما حالات الإنذار والطرد فتلك حكاية أخرى، فيندر من يستحق الطرد ويطرد من يستحق الإنذار... لقد تعالت أصوات التظلمات وكثرت الرسائل الاحتجاجية، وحان وقت التمعن في مايحدث. فاللجنة المركزية للتحكيم أصبحت في وضع جد حرج، وكأن الرأي العام الرياضي الوطني يقول: كفى من النزيف، وكفى من الأخطاء التحكيمية القاتلة.

بالأمس القريب كان التحكيم المغربي يضرب به المثل، وكان حكام كرة القدم المغربية حاضرين في أكبر المحافل الدولية. ونستدل بالمرحوم سعيد بلقولة الذي كان أول حكم عربي وإفريقي يقود نهاية كأس العالم، وذلك سنة 1998 في النهاية التي جمعت بين البرازيل وفرنسا. وهناك طاقات مماثلة من طينة بلقولة كانت تعج بهم الساحة الكروية من أمثال: الناصري، لاراش، حدقة، حجان، الشافعي العرجون، لحرش، الكزاز، جيد....

اليوم توارت عن الأنظار أمثال هذه الكفاءات، وهي رسالة مباشرة لجامعة كرة القدم واللجنة المركزية للتحكيم، لكون مستوى التحكيم ببلادنا عرف تراجعات مهولة، وأصبح حكام كرة القدم الوطنية غائبون عن الساحة الدولية مع بعض الاستثناءات القليلة. إنها رسالة واضحة بأن التحكيم بالبطولة الاحترافية، على وجه الخصوص، ليس على الوجه الأكمل، وأصبح مثار ردود فعل سلبية من مختلف مكونات كرة القدم المغربية.

إن هذه الرسالة توضح للجنة المركزية للتحكيم بأن دورها اليوم أساسي في إعادة النظر في تكوين جيل جيد قادر على إعادة أمجاد التحكيم الرياضي المغربي الذي كان رائدا ويشكل قدوة على الصعيد المحلي والإفريقي والعربي والدولي.

بالتأكيد أن اللجنة المركزية للتحكيم يشرف عليها يحيي حدقة، وهو حكم دولي سابق يشهد له بالكفاءة والاستقامة، لكن مسؤوليته اليوم لم تعد تنحصر في البرمجة والعقوبات، بل هي أكبر من ذلك، بحيث أصبح مليا عليه التفكير في دواعي المستوى التقني المتواضع الذي يميز أكبر نسبة من حكام البطولة الاحترافية على وجه الخصوص.

حان الوقت للحد من هذا النزيف لأن الانظار اتجهت اليوم للأخطاء المتتالية للحكام الذين أصبحوا هم النقطة السوداء في مسار البطولة.