الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

بعد تبخيسه للإعلام، ربيع لخليع يستهتر بتوصيات قضاة المجلس الأعلى للحسابات

بعد تبخيسه للإعلام، ربيع لخليع يستهتر بتوصيات قضاة المجلس الأعلى للحسابات ربيع لخليع. وصورة لحادث بولقنادل

ساهمت جريدتي "الوطن الآن" و "أنفاس بريس" في إنجاز العديد من الملفات الصحافية، بجانب عشرات المقالات الصحفية والتقارير الإعلامية التي كانت قد سلطت كشافات الفضيحة على ملف "مول التران" وسكك لخليع المميتة، ونبهت إلى خطورة ما يقع من استهتار اتجاه زبناء القطارات على جميع المستويات. لقد عرت الصحافة بمختلف منابرها ومواقعها، منذ أن تربع "السي لخليع" على كرسي الإدارة تخلف قطاراته بساعات عن مواعدها بالمحطات، وكشفت عن واقع القناطر المهترئة، والممرات المنعدمة بالنقط السوداء، أو الموجود منها وغير المحروسة، وأوضحت كيف يكرس نفس المسؤول تخلف وتشويه بعض المدن الفوسفاطية، ومعاكسة مشاريع التنمية بها بسبب الاستغلال العشوائي للأراضي التي تمر منها السكك الحديدية وتحديه للمؤسسات المنتخبة والإدارية (اليوسفية/ أسفي/ خريبكة....).

 لكن أن يتحدى لخليع كذلك تقارير المجلس الأعلى للحسابات التي نبهت إدارة السكك الحديدية إلى ملف صيانة السكك والقطارات والممرات، ولا يفعل توصيات وملاحظات قضاة المجلس، فذلك لعمري أخطر استهتار بحياة الناس وتلاعب بمصير أرواح الزبناء، وضرب مصداقية المؤسسات الوطنية.

جدير بالذكر أن الجامعة المغربية لحقوق المستهلك كانت قد طالبت بالعمل فورا على تحديد المسؤوليات، على خلفية سقوط عدد من القتلى والمصابين إثر اصطدام القطار يوم الثلاثاء 16 أكتوبر 2018، على صعيد منطقة بوقنادل (سلا).

السؤال الحارق الذي يجب أن يكشف عنه التحقيق الذي تباشره عناصر الدرك الملكي على أعلى المستويات، ليجيب عن أسباب التهور التي طبعت سلوك ذات الإدارة منذ أن تربع لخيلع على عرشها، هو : لماذا لم يأخذ بجدية ربيع لخليع تنبيه تقارير المجلس الأعلى للحسابات بخصوص ضرورة الإسراع بصيانة السكك الحديدة بمجموعة من النقط السوداء؟

العديد من المصادر من داخل قطاع السكك الحديدة أكدت لجريدة " أنفاس بريس" بأن مدير القطاع ربيع لخليع لم يكتفي بإهمال توصيات قضاة المجلس الأعلى للحسابات، بل قد عمل على توجيه أغلب " الأطر والمهندسين بأمر منه نحو مشروع التيجيفي، وتتبع كل الأشغال والمحاور التي تتعلق بالقطار الفائق السرعة، وترك سكك وممرات وقطارات المسافرين تتهالك ..". وأضافت نفس المصادر بأن " لخليع حول مع هذا الكم الهائل من الأطر والمهندسين والخبرة التقنية، الاعتمادات المالية المرصودة لقطارات المسافرين ومداخيلها المهولة ليحقق طموحاته على حساب أرواح زبناء قطارات الموت".

وفي هذا السياق عللت وبرهنت بعض الأطر العاملة بالقطاع، أسباب تراجع الخدمات كون أن " إدارة لخليع قد حولت كل اهتماماتها بتنفيذ مشروع القطار الفائق السرعة ( التيجيفي) وتركت قطارات المسافرين تشكو من العديد من الخدمات الضرورية التي تعتبر حقا وليس امتيازا، حيث اجتاحتها الصراصير، والروائح الكريهة، وبدون مكيفات خلال حرارة الصيف، وتقطر من سقف المقصورات زخات المطر، والمرافق الصحية بدون أبواب ولا ماء....". الفظيع في سياسة لخليع ومن يدور في فلكه ومحيطه الإداري حسب العديد من المصادر العاملة بالسكك الحديدة أن القطاع قد " عرف غزوات خطيرة من طرف شركات المناولة، وتفويت أغلب المهن والأشغال لمقاولين مقربين همهم الوحيد هو ملأ أوراق الصفقات والتحويلات المالية لأرصدتهم المنفوخة، دون القيام بالواجب..".

أما على مستوى تأخر القطارات عن مواعيدها فذلك يستحق أكثر من تقديم الاعتذار الذي لا يدخل كسلوك ثقافي في عرف السي ربيع لخليع ومن يدور في فلكه، لأن زبناء قطارات المسافرين تكبدوا الخسائر المادية والنفسية والمعنوية، وظلوا لساعات في الخلاء وسط مقصورات مظلمة، بلا إنارة، بعيدين عن جرعة ماء وقطعة خبز لسد رمق الجوع والعطش الذي لا يرحم مرضى السكري في انتظار الذي يأتي ولا يأتي. " في دولة الجابون، أقلع القطار قبل موعده المحدد بثانيتين، فسارع المسؤول الأول عن القطاع إلى تقديم اعتذار رسمي للزبناء الذين فاتتهم الرحلة" يقول أحد العاملين بقطاع السكك الحديدية الذي استغرب للتعسفات التي يتعرض لها المواطنين .

أسئلة آنية لربيع لخليع ووزير النقل واللوجستيك:

أين وصل التحقيق في ملف حادثة قطار طنجة، التي أودت بحياة عمال كانوا على متن سيارة نقل المستخدمين، مع العلم أن الملك كان قد حدد سقف زمن التحقيق، والقيام بدراسة تخص جميع ممرات القطارات بالمملكة والتي تعتبر كنقط سوداء، في أفق معالجتها بالشكل اللائق  وتقديم تقرير في الموضوع من طرف وزير الداخلية ووزير التجهيز؟

 لماذا لم يقم لخليع بهذا العمل دون انتظار ملك البلاد ليتدخل في الموضوع، خصوصا وأن حادثة سيدي كروم مع سيارة النقل المدرسي بعاصمة الرحامنة كانت قد دقت ناقوس الخطر بعد أن أودت بحياة أكثر من خمسة تلاميذ والعديد من الجرحى.؟

من يتحمل مسؤولية عدم انجاز ممرات فوقية بمدينة الفوسفاط / اليوسفية، التي ينتظر مواطنيها تنفيذ هذا المشروع، من فوق السكة الحديد منذ 2005  التي قسمت المدينة إلى قسمين، علما أنهم يودعون الجثامين المغدورة، كلما حلت الفيضانات وقطعت طريق القناطر/ الخراجات ليصعدوا فوق سكك الموت؟ ".