الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

لماذا فشل المغرب في انتشال المواطنين من وحل الفقر؟

لماذا فشل المغرب في انتشال المواطنين من وحل الفقر؟

قدر المغرب أن يظل موشوما بالفقر، وطنا فقراؤه أكثر غزارة وكثافة من أغنيائه. الأغنياء -ويا للمفارفقة- معظمهم يحتاجون إلى الفقراء وإلى أصواتهم في الانتخابات التشريعية والجماعية والجهوية التي تنجب «نخبة» سياسية «انتهازية» تحتكر الوزارات ومقاعد البرلمان والمؤسسات العمومية والإدارات. وعوض أن ترد «الصرف» للمواطنين، لتنتشلهم من أوحال الفقر، تسلخ جلودهم بسياط «الضرائب» الظالمة، وترفع أجور موادهم الاستهلاكية والطاقية، وتغلق سوق الشغل في وجوههم، ليزداد الفقير فقرا مدقعا والغني ثراء فاحشا.

على الرغم من كل الوعود المقدمة إلى المواطنين الملسوعين بسوط الفقر، والخطب «الوردية» التي تقدمها الحكومة والأحزاب، ومسلسل «برامج» التكافل الاجتماعي، الذي أصبح أطول من مسلسل «سامحيني» التركي، باختلاف التسميات «الرنانة» و"الثقيلة" كـ: «تيسير» و"الأرامل" و"مليون محفظة" و"برامج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة" و"محاربة دور الصفيح" و"راميد" و"التماسك والتكافل" إلخ... لا يستفيد من هذه البرامج الفقراء «المعذّبون» في جحيم وطن لا يدركه جنته إلا طبقة قليلة جدا من الأغنياء المحظوظين.

- هل تتسع هوة الفقراء في المغرب؟

أجل، تتسع هوة الفقراء، بلغة الأرقام والإحصاءات والاحتقانات الاجتماعية والمسيرات الشعبية التي لم تجد إلا الشارع للاحتجاج وللمطالبة بحقوقها المهضومة، وبالملايير التي صرفت على هذه البرامج والمشاريع الاجتماعية، ولتدين أيضا الخطاب الحكومي «الكاذب»، ووعود الأحزاب "المضللة".

- هل فشل المغرب في انتشال المواطنين من حافة الفقر؟

لم يفشل المغرب، حكومة وبرلمانا وأحزابا وجماعات وعمالات، في انتشال المواطنين من وحل الفقر، بل كان عاملا مساعدا، من خلال برامج فاشلة استنزفت الملايير من دافعي الضرائب، لإغراقه في مستنقع الفقر. ولعل التصريح التاريخي لبسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن، التي تحولت وزارتها إلى «مقبرة» للمكفوفين وكل الطلبة العاطلين المطالبين بالكرامة والحياة الكريمة، التصريح بأن المغرب لا يوجد به فقراء، و20 درهما تكفي لمحاربة الجوع والفقر. بسيمة الحقاوي نموذج صارخ لوزيرة تبيع الوهم والكذب، وجزء من حزب «أصولي» و"وصولي" خدع الملايين من المغاربة، وحوّل فقرهم إلى «حطب» أشعلوا به «مدافئ» وزاراتهم وفيلاتهم و"شاليهاتهم".

مأساة الفقراء بالمغرب هي جزء من مأساة حكومة يقودها حزب بنظارتين سوداوين، لا يرى أنه يمشي على رؤوس مُدماة، ليعبر إلى برّ... الأمان. ليست حكومة واحدة بل هما حكومتان بزعيمين لا يمارسان إلا التضليل وحلب المواطنين.

(تفاصيل أوفى حول هذا الملف تقرؤونها في العدد الحالي من أسبوعية "الوطن الآن")