الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عبد القادر العفسي: للمعاناة معنى.. فقدان الأطراف

عبد القادر العفسي: للمعاناة معنى.. فقدان الأطراف

يُقال: ".. ينعدم الألم حينما يتساوى الذهب والحجر.."، أي عندما تخمد وتأفل لهيب التعلق بالكمال المطلق، حينها يحقق الإنسان توازنه الداخلي،  كل هذه الكلمات الآتية لا يمكن أن يستوعبها أحد، إلاّ من فقد أحد أطراف جسده:

زمن يمضي بسرعة بطيئة تختلط بهواجس نفسية وسلوكية، إنه إحساس بالقلق والخوف والنظرات الجارحة للغير تكون مؤلمة وغاضبة تصحبها مؤثرات أخرى تسببها حالة من الخواء، لا تستطيع أن تكون عاديا، يتساءل المرء عن العدالة الإلهية، يُطارح ذاته لماذا هو؟ أين النسيم.. تصبح فيها المعاناة لها معنى لها مصادر متعددة متساوية بين الذات والذهن بين اللاجدوى والعبث وعوالم الضياع وأخرى الراغبة في الحياة تنشد له الحقيقية وتحقيق الكمال في درجات الإنسانية دون التمرد والنقمة.. بالمقابل يريد فيها أن يلعب ويتشاجر مع الأقران.. هو عاجز بأن يخبر أحدهم أنه يُحب لخوفه من مبدأ السببية، تطرح ذاته أرضا، فهو يعشق في صمت، كل شيء من انسانيته معطل إلى حين... آخر حصده المرض لم يكن يتصوره.. فقد شيئا ثمينا... يُفكر جيدا ثم يدرك واقع الإنسانية المعذبة فينمحي لديه الإدراك بالذات وألمها، يبحث فيها عن طريقة الغوص في منشأ هذا الألم والمعاناة للتقليل من درجتها في العودة إلى الطبيعة ومقاومة الحرمان..

س. م: كنت أدرس في مرحلة السابع من التعليم الثانوي الإعدادي، انقطعت عن التعليم أزيد من سنة وثلاثة أشهر نتيجة ذراعي المفقودة... في الحقيقية أتعامل مع الأمر عادي -وهو يبتسم بابتسامة بها ألم وتوجس- قضيت مدة طويلة بالمستشفى وعيناه البريئتان تمتلئ بدموع الحسرة...

طلبي أريد أن أكمل دراستي التعليمية دون ألم في الذهن دون الإحساس بنظرات الآخرين الدونية، لذلك أنا هنا في العرائش بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية .

ح. ك: أقطن بإحدى جماعات إقليم العرائش، ما زلت أتابع تعليمي في مرحلة الباكالوريا، فاقد لأحد الأطراف، وهي ذراعي، رغم أني أعاني من حساسيات نفسية لهذا الأمر، لكني أمارس نشاطاتي اليومية بشكل عادي... وبالرغم من كل شيء يظل الإنسان في حاجة إلى طبيعته وطرفه المفقود... الأهم أني هنا وأبحث عن التقليل من درجات الألم المتعددة.

م. م: أنا من العرائش، حالتي هي الإصابة بمرض السكري، حيث انتفخت رجلي وتفجرت فاضطروا لبترها في المستشفى المركزي بالسويسي في الرباط خلال هذه السنة، أي مند 11 شهرا، بالرغم من مراقبتي لمرض السكري... إنه قضاء الله وقدره...