بينما أنا راكب في الترامواي أثارتني رواية "لو أبصرت ثلاثة أيام" لهيلن أدامز كيلر، بعد أن اِكتشفتُها صُدفة في الفايسبوك، فقررتُ تَحميلها وقراءتها فورًا، وما شَجّعني على ذلك هو حجمها الصغير، حيث عدد صفحاتها لا يتَعدى خمسين صفحة، وقد أنْهيتها قبل أن أصل إلى وِجهتي، وبعد أن أتممتُ قراءتها حاولتُ أنْ أكتُبَ مُجمل ما اِستفدتُه منها، ولقد وجدتُها تحتوي من دروس الحياة ما يَلزم أخده بعين الإعتبار.
من خلال العنوان يتّضح أن الكاتبة تتمنى لو أبصرت لثلاثة أيام فقط، وحاولتْ أن تُعبّر في روايتها عمّا ستفعله لو سَمحتْ لها الظروف بذلك، وقد تَمكنتْ من وصف شعورها وهي تُبصر بأسلوب مُميز ولغة جذابة. وبقدر ما تُعتبر هذه الرواية صغيرة الحجم، بقدر ما تَحمِل من المعاني الكثير، ومن الدروس ما يكفي لنُغيّر نَظْرتنا إلى الحياة، ولنُعيد النظر في طريقة اِستغلالنا لحواسنا، من سمع ولمس وذوق وبصر.
إن ما يجعل رواية لو أبصرت ثلاثة أيام تستحق القراءة والإعتبار هو أن مؤلفتها كفيفة، وذلك ما أعطى معنى لأقوالها ونصائحها، وجعَلها تستحق التنفيذ والتطبيق، فلو كتبتها كاتبة بصيرة لما نُسجَتْ بالطريقة التي كُتبتْ بها، ولن تكونَ فيها نفس نظرة الكاتبة الكفيفة، لو كتبتها كاتبة بصيرة لوضعتْ فيها فرضيات خالية من التجربة والمعنى الذي تحمله الآن بعد أنْ كتَبتها كاتبة كفيفة، والتي تُدرك جيدا طبيعة ما تكتبه، وتفهم جيدا طبيعة الأحاسيس التي تُخالجها بعيدا عن نور الحياة.
بعد أن تَمنًّتْ هيلين أن تُبصر لثلاثة أيام، فَسَّرتْ طبيعة إحساسها وهي تنتظر موعد انفتاح عينها على العالم، ووصفتْ كذلك تلك اللحظة التي ستنتهي فيها الأيام الثلاثة، تلك اللحظة التي سيعود فيها الظلام إلى عينيها، فقررتْ أن تَستغل تلك المدة في رؤية كل ما يمكن أن يُشفي غليل شوقها للنظر، في اليوم الأول خَصّصته للأصدقاء والأقرباء والحيوانات، فتأملتهم جيدا وأدخلتهم لذاكرتها، وآستَمتعتْ بالنظر في وجوههم، ولم يبقى لديها وقت للنوم، ذلك أن ضجيج الأشخاص الذين رأتهم لم يترك ذاكرتها تستسلم للنوم، وفي الفجر استغلّتْ الفرصة لترى تلك اللحظة البهية، وهي اللحظة التي يبتدئ فيها النهار، والتي تستحق منّا أن نَجتهد لرؤيتها دائما، وفي اليوم الثاني خَصّصته لتاريخ الإنسان عن طريق زيارة المتاحف، من أجل استكشاف ما خلّفه هذا الكائن الغامض، واليوم الثالث خصصته للحاضر، لترى أين وصل الإنسان، وتستكشف هذا التطور الهائل الذي تعرفه الحضارة الإنسانية، وختمتْ روايتها بإعطاء مجموعة من النصائح التي من شأنها أن تدفع المبصرون إلى إعادة النظر في حياتهم، واستغلال حواسهم لاستكشاف جمال الطبيعة وجمال الحياة، وأن يَتعاملوا مع حواسهم كأنهم سيفقدونها غدا، حتى يتسنى لهم استغلال ما تبقى من وقتهم لتغدية تلك الحواس، في رؤية الجمال وتذوقه واستكشافه.
إن رواية لو أبصرت ثلاثة أيام بمثابة درس في الحياة، درْسٍ تُقدمه كاتبة كفيفة لِتُوضح مدى تفريطنا في نعمة الحواس، ومدى انشغالنا عن الاستمتاع برؤية ومشاهدة الجمال الذي تعج به الحياة، وغالبا لا ندرك ذلك حتى نفقد حواسنا، ولا نشعر بأهمية حواسنا إلا حين لا تجدي نفعا، ولا ندرك أهمية ذلك إلا حين يكون الآوان قد فات، ولهذا يجب إعادة النظر في نظرتنا إلى الحياة، ويجب استغلال نعمة الحواس التي تفتح لنا جمال الحياة على مصراعية لنتذوقه، ولهذا يجب أن نُحاول التعامل مع الحياة كما قالت الكاتبة:"استفيدوا من عيونكم كما لو كنتم غدا مهددين بفقد هذه النعمة.. وإن النصح نفسه ينبغي تطبيقه على سائر الحواس الأخرى" وتختم روايتها بالقول:"إن كل هذه الحواس هبة تستحق الشكر، بيد أن نور البصر يعتبر من أجمل وأروع ما يدخل البهجة إلى النفوس.."
من خلال العنوان يتّضح أن الكاتبة تتمنى لو أبصرت لثلاثة أيام فقط، وحاولتْ أن تُعبّر في روايتها عمّا ستفعله لو سَمحتْ لها الظروف بذلك، وقد تَمكنتْ من وصف شعورها وهي تُبصر بأسلوب مُميز ولغة جذابة. وبقدر ما تُعتبر هذه الرواية صغيرة الحجم، بقدر ما تَحمِل من المعاني الكثير، ومن الدروس ما يكفي لنُغيّر نَظْرتنا إلى الحياة، ولنُعيد النظر في طريقة اِستغلالنا لحواسنا، من سمع ولمس وذوق وبصر.
إن ما يجعل رواية لو أبصرت ثلاثة أيام تستحق القراءة والإعتبار هو أن مؤلفتها كفيفة، وذلك ما أعطى معنى لأقوالها ونصائحها، وجعَلها تستحق التنفيذ والتطبيق، فلو كتبتها كاتبة بصيرة لما نُسجَتْ بالطريقة التي كُتبتْ بها، ولن تكونَ فيها نفس نظرة الكاتبة الكفيفة، لو كتبتها كاتبة بصيرة لوضعتْ فيها فرضيات خالية من التجربة والمعنى الذي تحمله الآن بعد أنْ كتَبتها كاتبة كفيفة، والتي تُدرك جيدا طبيعة ما تكتبه، وتفهم جيدا طبيعة الأحاسيس التي تُخالجها بعيدا عن نور الحياة.
بعد أن تَمنًّتْ هيلين أن تُبصر لثلاثة أيام، فَسَّرتْ طبيعة إحساسها وهي تنتظر موعد انفتاح عينها على العالم، ووصفتْ كذلك تلك اللحظة التي ستنتهي فيها الأيام الثلاثة، تلك اللحظة التي سيعود فيها الظلام إلى عينيها، فقررتْ أن تَستغل تلك المدة في رؤية كل ما يمكن أن يُشفي غليل شوقها للنظر، في اليوم الأول خَصّصته للأصدقاء والأقرباء والحيوانات، فتأملتهم جيدا وأدخلتهم لذاكرتها، وآستَمتعتْ بالنظر في وجوههم، ولم يبقى لديها وقت للنوم، ذلك أن ضجيج الأشخاص الذين رأتهم لم يترك ذاكرتها تستسلم للنوم، وفي الفجر استغلّتْ الفرصة لترى تلك اللحظة البهية، وهي اللحظة التي يبتدئ فيها النهار، والتي تستحق منّا أن نَجتهد لرؤيتها دائما، وفي اليوم الثاني خَصّصته لتاريخ الإنسان عن طريق زيارة المتاحف، من أجل استكشاف ما خلّفه هذا الكائن الغامض، واليوم الثالث خصصته للحاضر، لترى أين وصل الإنسان، وتستكشف هذا التطور الهائل الذي تعرفه الحضارة الإنسانية، وختمتْ روايتها بإعطاء مجموعة من النصائح التي من شأنها أن تدفع المبصرون إلى إعادة النظر في حياتهم، واستغلال حواسهم لاستكشاف جمال الطبيعة وجمال الحياة، وأن يَتعاملوا مع حواسهم كأنهم سيفقدونها غدا، حتى يتسنى لهم استغلال ما تبقى من وقتهم لتغدية تلك الحواس، في رؤية الجمال وتذوقه واستكشافه.
إن رواية لو أبصرت ثلاثة أيام بمثابة درس في الحياة، درْسٍ تُقدمه كاتبة كفيفة لِتُوضح مدى تفريطنا في نعمة الحواس، ومدى انشغالنا عن الاستمتاع برؤية ومشاهدة الجمال الذي تعج به الحياة، وغالبا لا ندرك ذلك حتى نفقد حواسنا، ولا نشعر بأهمية حواسنا إلا حين لا تجدي نفعا، ولا ندرك أهمية ذلك إلا حين يكون الآوان قد فات، ولهذا يجب إعادة النظر في نظرتنا إلى الحياة، ويجب استغلال نعمة الحواس التي تفتح لنا جمال الحياة على مصراعية لنتذوقه، ولهذا يجب أن نُحاول التعامل مع الحياة كما قالت الكاتبة:"استفيدوا من عيونكم كما لو كنتم غدا مهددين بفقد هذه النعمة.. وإن النصح نفسه ينبغي تطبيقه على سائر الحواس الأخرى" وتختم روايتها بالقول:"إن كل هذه الحواس هبة تستحق الشكر، بيد أن نور البصر يعتبر من أجمل وأروع ما يدخل البهجة إلى النفوس.."
لحبيب أيت صالح،طالب باحث