في إطار فعاليات تخليد الذكرى 40 لتأسيس النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بمدينة خريبكة، استضافت " أنفاس بريس " المناضل النقابي المخضرم عبد السلام البرمكي، قبل انطلاق فعاليات التخليد وتكريم عدة وجوه نقابية من الرعيل الأول المؤسس والجيل الحالي حامل مشعل الفعل النقابي، وقد صرح عبد السلام قائلا "اليوم تحمل ذكرة مرور 40 سنة عدة رسائل، هذه الذكرى الغالية والتي بصراحة نتذكر من خلالها الجيل المؤسس الذي ناضل وقاوم، هذا الجيل الذي جمع في المرحلة الاستعمارية بين المقاومة وجيش التحرير، واستمر في نضاله بعد الاستقلال من أجل الدخول إلى المسار الديمقراطي، لكن هذا الجيل عانى معاناة شديدة، ..". واستغرب بشدة البرمكي "من غرائب وعجائب مكر التاريخ، فمعاصمة الفوسفاط الأبية رغم أنها مصدر الثروة الفوسفاطية، وثروتها تباع تحت ماركة مسجلة باسم خريبكة، لكن أنتم ترون اليوم، ماذا استفادت خريبكة؟ ماذا استفاد أبنائها؟ ماذا استفاد محيطها ومجالها الجغرافي؟".
وقال بحرقة النقابي "هذه مشكلتنا في المغرب، حيث أن الثروات البحرية والفوسفاطية لا يستفيد منها إلا حفنة من المحظوظين، لكن الكادحين والمقهورين في المدن المهمشة مثل اليوسفية وبن جرير.. تعيش ضياعا في ضياع، بل أن القرى المنجمية الأولى التي اكتشف فيها الفوسفاط نجدها اليوم مهمشة ومقصية، مثل حالة قرية سيدي أحمد وقرية لمزيندة المنجميتين بإقليم اليوسفية، حالة صعبة جدا، وتعيش قواسم مشتركة مع حالة أول قرية منجمية ظهر فيها الفوسفاط وهي قرية بوجنيبة، حالتها جد مزرية، مثل حالة الشعبة حطان كذلك، وأبوالأنوار.. هذه المدن اليوم موسومة بالقهر، موسومة بالعذاب، موسومة بالمحن".
وختم تصريحه لـ " أنفاس بريس " قائلا "أتمنى من الجيل الحالي الجديد المناضل في هذا المسار، من أجل تحقيق مدخل الديمقراطية وكذلك عدالة اجتماعية، وإنصاف هذه القرى المنجمية ".