الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

د.يوسف سعيد البردويل: في الذكرى الـ41.. حكمة ملكية جديدة

د.يوسف سعيد البردويل: في الذكرى الـ41.. حكمة ملكية جديدة

في يوم 6 نوفمبر 1975شهد العالم أجمع حدثا جسد نموذجا للدهاء السياسي والدبلوماسي ذلك الذي مثلته المسيرة الخضراء التي دعى إليها جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه وإنطلق فيها المغاربة شبابا وشيوخا نساءا ورجالا نحو قطعة أرض لطالما كانت ولا زالت نبض المغرب الا وهي الصحراء المغربية واليوم جاء الخطاب الملكي لجلالة الملك محمد السادس من وسط الأتحاد الإفريقي من السنغال وهي المرة الاولى عبر التاريخ الذي يتم فيها القاء خطاب في مناسبة وطنية من منبر خارج تراب الوطن وفي ذلك الفعل الملكي حكمة ودهاء سياسي ودبلوماسي تجسدت ملامحه في ثلاثة محاور رئيسية على النحو التالي :_

أولا : جاء هذا الخطاب من وسط الإتحاد الإفريقي وأثناء الجولة الملكية ليؤكد للإخوة الأفارقة على مدى أهمية العلاقات المغربية الإفريقية ومدى إعتزاز المغرب ملكا وشعبا بتلك العلاقات وتمسكه بها مؤكدا على متانة تلك العلاقات لاسيما السينغالية منها الأمر الذي سيخلق إرتياحا إفريقيا للسياسة المغربية المتبعة تجاه تلك الدول والذي بدوره سيعزز دور المغرب الريادي في الوسط الإفريقي.

ثانيا : إن إلقاء الخطاب الملكي الأخضر من قلب افريقيا فيه تأكيد على مغربية الصحراء بإعتبار ذلك مبدأ لا ولن يتنازل عنه المغرب وسيبقى يؤكد عليه في كل زمان ومن أي مكان في العالم هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هو تأكيد على تمسك المغرب بموقف الدول الافريقية الداعمة لمغربية الصحراء وأنه لا ولن يقبل اي تراجع من قبل تلك الدول عن ذلك الموقف الذي إلتزمت به والذي جاء ثمرة للجهود الملكية الدبلوماسية والسياسية التي بذلها جلالة الملك محمد السادس ولا زال حتى اللحظة.

ثالثا : لم يقطع ملك ملوك إفريقيا المغربي جولته الإفريقية برغم أهمية المناسبة وإستمر فيها ليصنع مجدا للمغرب ليصبح الناطق بإسم  إفريقيا ومالك مفاتيح أبوابها مجدا ذكيا ودبلوماسيا مجدا على طريقة الملك الشاب الذكي وليست مجدا على طريقة "القذافي" فجلالة الملك محمد السادس يشق طريقا إستثماريا (سياسيا وإقتصاديا ) سيجعله ملك ملوك إفريقيا وسيجعل المغرب نواة القارة الإفريقية ومركزها.

دام المغرب متألقا موحدا واحدا برعاية جلالة الملك الذكي.