الثلاثاء 23 إبريل 2024
فن وثقافة

شباب يجيبون على سؤال مقاطعة "موازين" بركوب أول قطار نحو منصات المهرجان

شباب يجيبون على سؤال مقاطعة "موازين" بركوب أول قطار نحو منصات المهرجان جانب من حفل ما قبل الإفتتاح الرسمي لمهرجان موازين بالرباط

مع بداية العد العكسي لانطلاق فعاليات مهرجان "موازين"، المنتظر بعد ساعات، وفي ظل ما روج بشأنه من دعوات للمقاطعة تداولتها على وجه الخصوص مواقع التواصل الإجتماعي. نزلت جريدة "أنفاس بريس" إلى الشارع لقياس ما ينشر على البساط الافتراضي مع ما هو واقعي صرف. وعليه، كان اللقاء بمجموعة مواطنين من شتى الأعمار والمستويات الثقافية، وأيضا الأذواق الفنية.

وكانت البداية من محطة القطار "كازا بور"، حيث تم رصد تجمع شبابي يلفت أخف حس فضولي، فبالأحرى ذا صبغة استقصائية. لذلك كان السؤال مباشرا عن سر تلك النية الجماعية صوب العاصمة الرباط. والواقع أن هذا الاستفسار لم يكن سوى توطئة لما سيليه طالما أن كل ما يحيط بهؤلاء الشباب ينم عن قصدهم لإحدى منصات المهرجان.

ومن ثمة، قال عثمان روداني، البالغ 23 سنة، بأن توجهه ومن معه إلى "موازين" سبق اتخاذ قراره منذ شهور، ودبروا له كافة الأسباب باعتباره حدثا موسيقيا منفردا في جميع مؤثثاته. وسجل هذا الطالب في كلية الحقوق، بأنه كما المغاربة جميعا محظوظ بتوافر هذه المناسبة التي يتوق إليها كل عاشق للابتهاج والتنفيس عن الذات.

وفي المنحى ذاته، مضى صديقه وزميله في الدراسة، حسن، معقبا وبيده صورة للفنان العراقي كاظم الساهر، إذ حرص على التذكير بميوله الجامح لكافة إنتاجات "القيصر"، كما وصفه، منذ أن كان في المستوى الإعدادي، وقبل أن يتقوى ذلك الإعجاب في مرحلة الثانوي والتعليم العالي الذي بلغ فيه الآن سنته الثانية، شعبة الاقتصاد. هذا، ليثبت على أن عدم تفويت فرصة المهرجان أمر بديهي بالنسبة له، بل النشاز هو أن يضيعها.

وعن مدى تأثرهم بما سمعوه عن حملة مقاطعة هذا الموعد السنوي، ابتسمت حنان، البالغة 32 سنة، وهي تؤكد على أن فعل "الحملة" يبدو من خلال مكان تواجدها وما تقبل على تنفيذه. موضحة بأن ما سمعته "دخل من هاد الوذن وخرج من هادي.. وإلا ما كنتيش غادي تلقاني هنا في لاكَار مسافرة للسهرة". وتابعت حنان التي تشتغل بشركة لصنع أجزاء السيارات، كون من السخافة الانصياع لدعوة الامتناع، أو الرضوخ لطلبات بغير إقناع. في حين أن المستهدف مهرجان بهذا الحجم العالمي الضخم.

تركنا هذه الثلة من الشباب بفعل اقتراب لحظة انطلاق القطار، لنقصد إحدى محطات "الترامواي"، ومنها عبرت فدوى، البالغة 21 سنة، عن أمنيتها الكبيرة في حضور إحدى أمسيات "موازين"، مستدركة بأن ظروفها العائلية غير مواتية ولا تسمح لها بالسفر خارج المدينة بمفردها. أما عن موقفها ففي مجمله ينسجم مع مثل هذه التظاهرات التي تختصر الطريق للعديد من المواطنين حتى يلتقوا بنجومهم المفضلين، وخاصة أولئك الذين قد يتطلب حضور حفل أحدهم آلاف الدراهم.

وقبل أن تكمل المتحدثة كلامها، قاطعتها والدتها وهي تبرر ما جاء على لسان فدوى بالقول: "احنا أوليدي ناس على قد الحال، وما نقدروش نخليوها تسافر وحدها. مازال كون كان داكشي فكازا نمشي معاها تفرج حتى تشبع ونرجعو".

وعلى الرغم من أن حجة هذه المرأة التي تشير ملامحها إلى سنها الخمسيني، تجيب على رأيها في هذا اللون من المبادرات الموسيقية، حاولت "أنفاس بريس" انتزاع المزيد من خلفيات وجهة نظرها. وهي الرغبة التي قابلتها بـ:"أنا ما عندي حتى مشكل. بالعكس كيعجبني النشاط كيف ما كان... "الداودي الداودي أ مي ياك"، تفاجؤها ابنتها.