Saturday 10 May 2025
فن وثقافة

مهرجان لوتار بسطات يكرم الشيخ المير الذي أصبح "خطرا "على النساء المضيومات !!

مهرجان لوتار بسطات يكرم الشيخ المير الذي أصبح "خطرا "على النساء المضيومات !!

يشكل المهرجان الوطني للوتار الذي تنظمه جمعية المغرب العميق لحماية التراث بسطات بشراكة مع المجلس الإقليمي وبدعم من المجلس الجهوي ووزارة الثقافة والمجلس البلدي حدثا فنيا وثقافيا بامتياز وقد وصل هذه السنة إلى محطته السادسة، كما بات موسما احتفاليا بكل المقاييس تلتقي فيه إيقاعات المغرب وتمتزج خلاله عناصر الفرجة والمتعة والبحث والدراسة والكلمة الموزونة، وكذلك مناسبة لتكريم الرواد من "اشياخ" آلة "لوتار" الأصيلة ذات الحمولة التاريخية الشعبية بأبعادها المختلفة الدينية والوطنية والعاطفية.

واعتبر عبد الله الشخص المدير ومؤسس المهرجان بأن "لوتار" كرس وجوده كشكل فني مؤصل للهوية المغربية، والجديد هذه السنة هو أن فقرات المهرجان تضم حفلات فنية لفائدة نزيلات إصلاحيات مدن سطات برشيد وابن احمد، وكذلك ندوة فكرية حول "إشكالية المحافظة على التراث اللامادي لوتار كآلة وفن نموذجا" من تأطير الأساتذة موليم لعروسي، الشرقي النصراوي وعياد السبيعي وفقرة تكريم للشيخ مصطفى بنغانم لبصير والشيخ المير المعزوزي، وهو رئيس المجموعة الشعيية "لبهالة" ورئيس "رابطة شيوخ لوتار بالشاوية الذي التقته "أنفاس بريس" في حوار مفتوح أشار في بدايته بأن له الشرف بالمشاركة في المهرجان الذي كرمه هذه السنة، وهي لحظة عزيزة عليه وطرف غالي من حياته والفضل في ذلك يرجع إلى منظمي المهرجان وخاصة مديره عبد الله الشخص ووزارة الثقافة والمجلس الإقليمي.

وأضاف الشيخ المير بأن "لوتار أصبح بكل صراحة جزء مني جاري ليا في الدم، ولا يمكن أن يمر يوم دون أن أعزف عليه أو أن ألمسه على الأقل ويستغرق اهتمامي به وقتي الكامل"، وبالنسبة لمساهمته وفرقته في التعريف وإحياء لوتار كتراث أكد "الشيخ المير" أن المهرجان في حد ذاته كان هو حامل فكرة إحياء وإنقاذ هذه اﻵلة بل وأصبح جامعا لشمل شيوخ لوتار الذين كانوا مشتتين عبر مختلف المناطق و لا يعرف بعضهم البعض وبدأنا نلتقي وننسج علاقات جديدة وهذه إحدى إيجابيات المهرجان الوطني التي جعلتنا نقترب من رواد كبار من أمثال المرحوم رويشة والشيوخ زرهوني، عابدين، ولد قدور، قشبل وزروال قرزز ومحراش، وغيرهم.

ويضيف أن ميزة المهرجان أيضا أنه تم إحداثه بمنطقة الشاوية التي هي معروفة تاريخيا بـ "لوتار" ولهذا فمجموعة البهالة وكذلك رابطة شيوخ لوتار بالشاوية ستعمل على جمع تراث شيوخ المنطقة وما خلفوه من إبداعات على مستوى "القصايد" والكلمات الشعبية الحكيمة كإبداعات الشيخ "ولد قدور" الله يطيل عمره، ويضيف بأن وسائل التواصل الجديدة والإعلام ساهمت في التعريف بهذا المهرجان وأصبح الناس من كل مكان يترقبونه وينتظرونه بشغف، وأعطى سمعة جديدة لهذه الآلة وشيوخها وأرجع لهم الثقة بحيث بدأوا يبدعون في انتقاء الكلام الموزون والموال الذي لا يخدش الحياء ويمكن أن ينصت إليه الجميع من دون عيب كقصيدتي "لغريب في بلادات الناس" التي لقيت صدى طيبا لدى الجمهور أو قصيدة "الخيالة "وقصيدة "خويا يا خويا ولد امي وبويا وعلاش وليتي عدويا" أو كما يقع باستمرار لقصيدة "العلوة " التي يشتد عليها الطلب والحنين في كل مناسبة علما بأن شيوخ لوتار يغنون كثيرا على "الصالحين" والمماويل الحزينة كموروث ثابت لا محيد عنه، وحول بعض الطرائف التي وقعت له أثناء وصلاته الفنية يحكي الفنان الشعبي المير عن ما يسميه "وجبات السواكن" التي تخلق حالات من الجذبة كما حدث لي قبل شهرين يقول المير حيث تلقيت دعوة لإحياء سهرة بعرس إقليم بسطات وعندما جاء دورنا التفتت لمجموعتي البهالة طالبا منهم "خليونا نهرب من الجديد وندخلو لداك الشي ديال السواكن باش نوضوا الحيرة وتنوض الجذبة "فأديت موالا حنينا حزينا على المويمة قلت فيه "المويمة يا لمويمة ولا ش تبكي يا لمويمة وتزيدي في لعذاب ولفراق صعيب وهذ الشي كلو مكتاب"، ثم اتبعت هذا الموال بالساكن ديال جيلالة المسمى عأيشة فانتفض جمهور النساء الحاضرات في جذبة جماعية خلقت حالة من الهيستيرية وهو ما جعل مول العرس يتجه نحوي مضطربا و يطلب مني"آشريف حبس. حبس باراكة علينا من هذ الشي".