الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

الكشف عن ملامح وجه سائق الطاكسي الملثم بالعيون

الكشف عن ملامح وجه سائق الطاكسي الملثم بالعيون الملثم اسمه رشيد و هو من أبناء الصحراء
بأكبر المناطق التجارية بمدينة العيون..وبالضبط حي سكيكيمة..
ملثم وكأنه يتأهب للمشاركة في أعمال شغب وتمرد..
هو شاب في مقتبل العمر.. أوقفناه بالقرب من السوق الشهير..
لماذا يخفي ملامحه..؟ سؤاله يتبادر لذهن كل من سيلتقيه.. وهو نفس السؤال الذي طرحته على الشخص الملثم..
أجاب مبتسما.. مجرد تقليد.. ثقافة محلية..
اسمه رشيد.. من أبناء الصحراء المغربية.. وبالضبط كلميم.. بعد أن تذوق مرارة البطالة مثل باقي أبناء الجيل الجديد بالمغرب.. قرر البحث عن فرصة عمل بعيدا عن القطاع العام وحتى الشركات الخاصة.. وللاشارة فمعدل البطالة سنة 2012 بالجهات الجنوبية فاق 19.6 في المئة حسب إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط..
هنا سأفتح قوسا لأقول: المنطقة في حاجة إلى استثمارات قوية تحرك اقتصادها وتشغل كفاءات الاقاليم الجنوبية..
من الواجب تشجيع المستثمرين المغاربة والأجانب.. وتلك قصة أخرى..
هذا الشاب اختار مهنة مقدسة ومستقلة للنيل من البطالة.. أصبح سائق طاكسي.. طموح ومهذب.. الابتسامة لا تفارقه.. يقود سيارة مهترئة.. لكن رفقته تنسيك مسافة الطريق وكل ما يمكن أن يقلق بالك..
مخطئ من لا يقدر هذه المهنة التي بين يديه..
سائق الطاكسي يعتبر المخاطب الأول لأي سائح داخلي أو خارجي.. فإما أن يقدم له صورة جيدة عن الوطن الذي يمثله والمدينة التي يشتغل بها.. وإما أن يجعله يكره اختياره لهذه الوجهة قبل أن يكمل 12 ساعة فوق أرضها..
سائق الطاكسي.. من المفروض أن يكون مصدر ثقة.. يوجهك ويرشدك ويقدم لك كل المعطيات التي يمكن أن تبحث عنها كزائر..
سائق الطاكسي له مسؤولية ثقيلة.. لا يقدرها ويشتغل على حمايتها وتحصينها إلا القليلون.. وهنا يكمن الفرق..
بالعيون..سيارات الاجرة الصغيرة بالرغم من كون القانون يسمح بنقل 3 أشخاص فقط.. إلا أن المشهد هنا مختلف.. 4 أشخاص مسموح بهم..وبكل سرور..الطلب هنا أكثر من العرض..!
ببطئ.. تسير سيارات الأجرة الصغيرة..وهذا البطئ يعكس واقع الحياة بالنهار..فليل العيون ليس كنهارها..
تواجدي بالعيون جعلني ألتقي العديد من سائقي الطاكسي الصغير..
هنا سائق الطاكسي يستقبلك دائما بابتسامة عريضة.. يحدثك ويناقشك في كل المواضيع.. أهم ما يلفت انتباهك.. مستواه المعرفي والثقافي.. لغته السليمة والراقية.. هدوءه أثناء السياقة عكس بعض السائقين بالمدن الكبرى.. حيث تصاب بأزمة نفسية.. فسائق الطاكسي بالمدن الكبيرة مثل الدار البيضاء يجعلك تستمتع بضغطه وتوتره و منبهه الصوتي الذي لا يتوقف.. يطرب مسامعك بالسب والقذف في حق الكل.. وتشعر بحقده العشوائي وسخطه العارم في كل الاتجاهات..
مدينة العيون.. تكبر وتتوسع بشريا وعمرانيا.. فعدد السكان انتقل من 93875 ألف نسمة سنة 1982 إلى ما يفوق 270 ألف نسمة سنة 2013.. ظهرت أحياء جديدة.. لكن عدد سيارات الأجرة الصغيرة لم يواكب التوسع العمراني الذي تعرفه المدينة خلال السنوات الأخيرة.. وهو ما ساهم في تزايد سيارات النقل السري التي أصبحت تشتغل بشكل علني ويقدر عددها بأزيد من 100 سيارة..
العيون مدينة مغربية بتاريخها وحاضرها ومستقبلها.. رائعة بسكانها.. ساحرة بجمالها.. غنية بثرواتها.. وفية للوطن والراية المغربية.. العيون مدينة فتية تستحق التفاتة قوية وصادقة.. لتكون في أحسن حلة خلال السنوات القادمة..
وفي الختام لا بد من التأكيد على أن الشاب رشيد.. سائق الطاكسي.. نموذج للشاب المغربي المكافح في أعماق الصحراء المغربية..
فضل البحث عن بديل.. لطرد شبح البطالة..
اختار مهنة شريفة.. وسار يربح قلوب زبنائه وزوار المدينة..
هو خير سفير للمنطقة.. يستحق كل التنويه..