Saturday 10 May 2025
فن وثقافة

الباحث يحيى بن الوليد: لا صوت يعلو على صوت ماكينات "التسلكيط السياسي"

الباحث يحيى بن الوليد: لا صوت يعلو على صوت ماكينات "التسلكيط السياسي"

من ناحية استحقاقات 07 أكتوبر 2016، ومن وجهة نظري، لم أستغرب لما حصل بالنظر لطرفي اللعبة اللذين شحذا أسلحتهما طيلة أعوام مارسوا فيها كل شيء عدا السياسة بمعناها المادي التأسيسي للاقتصاد والمجتمع... وبمعناها التأسيسي أيضا للنقاش العام الذي هو جزء من السياسة ذاتها. وقبل الانتخابات بيومين قلت للصديقين الأستاذين عبد السلام مرون والطيب العلمي اللذين كانا مجنّدين لفيدرالية اليسار، قلت لهما: الظاهر أن النتيجة محسومة للطرفين المعروفين، وردّ عليّ أحدها: وما العمل يا صديق العرب؟ وأجبت: العمل أن نضع أيدينا على صدرنا؟ وأضاف أحدهما: وما رأيك في الفيدرالية وفي نبيلة منيب على وجه التحديد. وقلت: المرأة تقود حملة نظيفة وبخطاب اجتماعي أكثر ممّا هو سياسي؟ إضافة إلى لغتها المغايرة وجرأتها على مستوى التسمية، وفعلا نجحت في لفت الانتباه إليه بشكل أعاد بعض الاعتبار للسياسة وبخاصة مع دخول بعض النخبة المثقفة بالبلاد في التعاطف معها؟ ولكن الانتخابات تجري على الأرض ورغم أهمية الفايسبوك.

فعلا الأمر كشف، ومنذ عشر سنوات، عن غياب بلورة خطاب كاشف عن برامج محددة تفيد المجتمع وتنأى عن المزايدة والمناطحة وعن التفنن في ابتداع واجتراح مفردات وعبارات... لا تليق برجل السياسية. وعلى هذا المستوى فدور المثقف ضروري، ولقد كتبت ونشرت مقالات كثيرة في الموضوع وهي متداولة في شبكة الاتصال الدولي. ويهمني أن أؤكد، هنا، على السياق الموبوء والمفترس الذي نعيشه والذي تتقافز فيه كائنات تسبّ أي كان يريد أن ينتقد ومن موقع التأسيس والتشارك وليس من موقع النقد من أجل النقد أو "مرض الانتقاد" كما يعبّر عنه البعض.

خفوت صوت المثقفين بالمغرب، لا نملك إلا أن نعترض عليه، لكن دون التغافل عن أسبابه الجارفة حتى لا نسقط في نقد مجرد. فلا منبر إعلامي ولا حزب ولا نقابة ولا إطار ثقافي ولا مراكز بحث... توجد ببلادنا، وذلك كله ضروري للمثقف حتى يتمكّن من الوقوف على رجليه قبل أن يشرع في صياغة أفكاره... ومن المفهوم، وفي ظل الاختلاط القيمي والتصحّر الثقافي، أن لا يعلو صوت على صوت ماكينات "التسلكيط السياسي" كما أفهم الكلمة بمعناها الأنثرولواوجي العام؟