السبت 18 مايو 2024
مجتمع

من ينفض الغبار عن ذاكرة الولي الصالح عبد العزيز بن يفو ويثمن ويؤهل موسمه السنوي؟؟

 
 
من ينفض الغبار عن ذاكرة  الولي الصالح عبد العزيز بن يفو ويثمن ويؤهل موسمه السنوي؟؟

اختتمت فعاليات موسم الولي الصالح سيدي عبد العزيز بن يفو ليلة الأحد 21 غشت الجاري على إيقاع سربات سنابك الخيل والبارود، التي حفتها أكف الضراعة بالدعاء الصالح ، ودثرتها نساء دكالة بأجمل زغاريد العشق والتباهي بنخوة فرسان قدموا أجود العروض في فن التبوريدة على صهوات جيادهم الجميلة التي ارتدت أبهى السروج المرصعة بألمع الفتائل الحريرية المزركشة، والتي أبدع فيها الصانع المغربي، كما هو شأن البنادق والألبسة التقليدية المختلفة الخصائص. أربعة أيام حكى فيها الجميع عن شعورهم وإحساسهم الممزوج بالفرح ورغبة اللقاء ومعانقة تربة ونقع " محرك" الخيل فرحا بتخليد ذكرى ولي الشرفاء البفيين والبفيات ( نسبة لبن يفو) وزيارة الضريح وتقديم القرابين، وتوزيع ما لذ وطاب من فواكه جافة وأطباق المأكولات وكؤوس الشاي التي لم تنضب أوانيها من حلاوته ومميزاته.
"بن يفو" عاش أجمل اللحظات وهو يستقبل الآلاف من السياح والزوار والوافدين على ضريحه للتبرك من مزاياه وعطاياه حسب " نية " كل زائر يحلم بتحقيق غرضه النفسي والروحي والاجتماعي والإنساني، الولي الصالح القادم من الصحراء والمستقرة روحه بالزاوية بأرض دكالة المباركة جمع حول ضريحه فقهاء وطلبة تنافسوا في تجويد القرآن، وتلحين الأذكار النبوية ، وخلقوا طقسا روحيا يسمو بالنفس والروح إلى المقام الصوفي لتطهيرهما من كل الشوائب، وتكريس معالم الإسلام السمح.
رغم أن " بن يفو " يشكو العزلة والتهميش والحصار، جراء وعورة الطريق المتآكلة والمتهالكة المؤدية عبر منعطف طريق الوليدية والغربية ( 04 كلم ) إلى ضريحه ومسجده، فقد استطاعت " بركته " أن تستقطب هذه السنة عددا هائلا من الزوار والسياح الوافدين من مختلف مناطق المغرب، والذين احتجوا وتأسفوا للحالة المزرية لذات الطريق، ومع ذلك كان اللقاء والتواصل، واجتمعت القبائل على موائد المحبة والعشق وتبادل الزيارات داخل الخيم والبيوت المستأجرة، وتعاهدت القبيلة على المضي نحو المطالبة بتثمين الموسم وجعله من بين المواقع التراثية العالمية تقديرا لشخصية " بن يفو " واعترافا بذاكرة "الغربية" التي كانت تعد من بين أهم حواضر البرغواطيين.
بقدرة المنظمين لموسم الولي الصالح " بن يفو " احتضنت فضاءاته فن الحلقة، وأروقة ومعارض بسيطة فتحت في وجه الزوار لإشباع رغبتهم في التسوق والتبضع من ينبوع المنتوجات الفلاحية والزراعية والحرفية، حتى الأطفال أشبعوا رغبتهم في اللعب والترفيه وانبهروا بعروض " علي بالحسين "، وألعاب أخرى ببساطتها صنعت الابتسامة على محياهم رغم قلة ذات اليد، اصطفاف المقاهي الشعبية التي تفوح منها روائح متنوعة لمختلف المأكولات ( شواء / طاجين/ شاي/ ....)، ضمن مقاما مريحا للوافدين والزوار ويسر لهم اقتناء الوجبات المفضلة لهم .
آراء ومواقف الساكنة والشرفاء والزوار التي استقتها " أنفاس بريس" خلال أربعة أيام أكدت على أن التنظيم المحكم والجيد للموسم صيف 2016 قطع مع المراحل السابقة التي كانت تطبعها الارتجالية والعشوائية " تمتعنا هاذ العام، وعجبنا التنظيم، وتفرجنا في الخيل والبارود، زرنا القبة، وتجمعنا مع لحباب وتفكرنا جدودنا الله يوليهم برحمة الله، أول مرة كنحس أني فعلا في موسم الولي الصالح سيدي عبد العزيز بن يفو الله ينفعنا ببراكتو " تقول امرأة دكالية الأصل وافدة من الرباط، عايشت بالقلب والروح مواسم بن يفو منذ طفولتها، وتقضي عطلتها بمصطاف الوليدية.