Saturday 10 May 2025
فن وثقافة

إسدال الستار على فعاليات المهرجان الدولي للحضرة النسائية بالصويرة

إسدال الستار على فعاليات المهرجان الدولي للحضرة النسائية بالصويرة

أسدل الستار مساء السبت الماضي على فعاليات المهرجان الدولي للحضرة النسائية وموسيقى الحال في نسخته الرابعة التي احتضنتها مدينة الصويرة على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة فرق قادمة من مصر وأمريكا وانجلترا  والجزائر ضيفة الشرف، إضافة لخمس فرق محلية وثلاثة أخرى من الشاون وسلا وكلميم تضم منشدين ومادحين وحضارات ومنشدات ومادحات.

واستقطب المهرجان منذ يومه الأول آلاف المتفرجين من زوار وسكان الصويرة الذين غصت بهم ساحة مولاي الحسن من أجل الاستمتاع بأحلى وأعذب الألحان الصوفية، بأصوات فنانين وفنانات متميزين في مجال الإنشاد والذكر، همهم إبراز فن الحضرة والحفاظ عليه من الاندثار والانقراض ونقل أسراره إلى عشاقه وللأجيال القادمة.

ثلاثة أيام، وإن كانت غير كافية بحسب عدد من محبي فن الحضرة والمهرجانات بصفة عامة، فإنها تمكنت من فتح أبواب مدينة الصويرة الجميلة على مصراعيها لعشاق الحضرة وموسيقى الحال، وحلقت بخيالهم في عوالم من الكلمة الموزونة واللحن الجميل والأداء الراقي، مما جعل من المهرجان ملتقى متفردا لمحبي الغناء الروحي الذي يستوحي روحه من الصوفية في قوالب موسيقية خاصة تتكامل والحركات التي تؤديها المجموعات.

وتسعى جمعية الحضارات الصويريات لإحياء التراث الثقافي الصوفي التي تأسست سنة 2005، من خلال تنظيمها للمهرجان إلى إبراز مكانة الثقافة الصوفية الشعبية  بصفة عامة وموسيقى الحال بصفة خاصة وتقريبها من عموم المواطنين، وكذا تكريم المرأة في مختلف تعبيراتها الفنية والاجتماعية والثقافية، وتشجيع الشراكات الدائمة مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمنظمات الدولية لصون وتطوير التراث الثقافي المغربي وتأكيد تعدده.

وشكلت الدورة الرابعة للمهرجان (دورة المرحوم الطيب الصديقي) التي أقيمت بدعم من وزارة الثقافة والمجلس البلدي للصويرة، موعدا متميزا لاستحضار التراث الصوفي المغربي والعربي، ووقفة لرد الاعتبار لنسائه ورجالاته، كما شكلت من جهة ثانية مناسبة مهمة للفنانين المشاركين من داخل وخارج المغرب للانتشاء بالموسيقى الروحية في أجواء حميمية راقية تسودها المحبة الصادقة والمودة الصافية.

وعاش الجمهور خلال هذه المهرجان المقام تحت شعار "الحضرة النسائية بالمغرب العربي"، لحظات فريدة ورائعة مع الفرق المشاركة التي أبدعت وأمتعت، فنالت استحسان الجمهور الغفير التي غصت به ساحة مولاي الحسن بالمدينة العتيقة، وجعلته يدمن في كل الأمسيات عادة التصفيق تعبيرا عن انبهاره بالأداء الراقي والإحساس المرهف والعزف المتميز واللحن الجميل والكلمة الموزونة والحركات المعبرة.

وفي تصريحات صحفية  عبر عدد من زوار الصويرة عن إعجابهم بالمدينة وما تتمتع به من خصوصيات كالهدوء والأمن وطيبوبة الساكنة، كما أشادوا بالمهرجانات الموسيقية والملتقيات الثقافية التي تقام بها خاصة في شهري يوليوز وغشت خاصة تلك التي التعريف والحفاظ على تراثنا الثقافي الأصيل وتشجيع المدن العريقة التي شهدت وتشهد مولد هذا التراث الوطني الراقي، كما طالبوا في الوقت ذاته الجهات المسؤولة والمنتخبة الاعتناء بنظافة وجماليات مدينة الصويرة خاصة الأحياء داخل السور، وإنشاء مركب ثقافي وإحداث المكتبات المتعددة الوسائط والحدائق والمنتزهات العمومية.

يذكر أن المهرجان، الذي افتتح بكرنفال جاب أهم شوارع المدينة، مر في أجواء تنظيمية وأمنية جيدة، وعرف مشاركة الفرقة المولوية المصرية ومجموعة لمة بشارية الجزائرية وبولا جنين بنيتي الأمريكية وميشيل موران الانجليزي، وبالموازاة مع الأمسيات الفنية التراثية، نظمت بمتحف سيدي محمد بن عبد الله ندوة في موضوع "الحضور النسائي في الموسيقى الصوفية"، كما أقيم معرض تشكيلي بنفس المؤسسة تحت شعار "بين الأرض والبحر"، تكريما لروح الراحل الفنان الطيب الصديقي، يتضمن آخر إبداعات  الفنانة التشكيلية الجزائرية ليندا بوغرارا.