كانت المناسبة فرصة لتكريم أستاذين فلسطينيين هرمين من أهرامات التعليم الجامعي ببلادنا، في شخص الدكتور مصطفى الجفال والدكتور الحاج قاسم (شعبة القانون العام)، فتحولت المناسبة إلى فرصة لتكريم المغرب والمرحوم الحسن الثاني.

"لقد كنت شابا حديث العهد بالمغرب في أواسط السبعينات، وأنا نازل من البحر رفقة أصدقاء لي، اضطررنا للقيام بـ "الأوطوسطوب". كانت صدمتنا كبيرة لما توقفت سيارة فارهة لتقلنا. ولكن الصدمة الأكبر كانت لما علمنا أن سائقها هو المرحوم الحسن الثاني. كان الحسن الثاني يسألنا عن أحوالنا وماذا نعمل. ولما قلت له أننا ندرس في التعليم العالي، رد علي الملك: وهل المنحة تكفيكم. فأجبته من شدة الدهشة بالقول: نعم وزيادة".

هكذا استحضر أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بكلية الحقوق بالبيضاء الحاج قاسم هذه الذكرى الجميلة مع الحسن الثاني. وهي الذكرى التي علق عليها زميله الدكتور الغازي بالقول: "ظل الحاج قاسم دايخ لمدة ثلاثة أيام بعد ذاك اللقاء مع الحسن الثاني. لم يكن يظن أن الملك سينقله بـ"الأوطوسطوب".

حفل التكريم الذي احتضنه فندق "كنزي تاور" بالبيضاء، زوال الخميس 28 يوليوز 2016؛ نظم من طرف "طلبة مختبر القانون العام والعلوم السياسية بكلية الحقوق بالبيضاء" للاحتفاء بالخدمات الجليلة التي أسداها الأستاذان مصطفى جفال والحاج قاسم للجامعة المغربية لمدة قاربت 40 سنة من حيث التدريس وتكوين أجيال من الطلبة والإشراف على العديد من أطروحات الدكتوراة والبحث العلمي. وهي المسيرة التي تميزت بلمستهما الإنسانية وعلاقتهما الأخوية والودية مع الطلبة والأساتذة والإدارة.

الحفل تم على هامش تقاعد الأستاذ جفال وتعيين الأستاذ الحاج قاسم رئيسا للمحكمة الدستورية بفلسطين مؤخرا. وهو التعيين الذي لم يمنع الحاج قاسم من القول ان الالتزامات السامية الجديدة التي أنيطت به بفلسطين لن تمنعه من الاستمرار في تأطير اطروحات الدكتوراة التي كان يشرف عليها بالكلية عبر تنظيم جدول زمني سيحرص فيه على المجيء للمغرب للتواصل مع طلبته الى ان ينهوا بحوثهم.

وللإشارة فالحفل تميز بحضور عميد كلية الحقوق بالبيضاء الأستاذ كوماط، ومدير مختبر القانون العام والعلوم السياسية الاستاذ السالمي، ورئيس شعبة القانون العام الأستاذ الرحموني. وترأس الجلسة الاستاذ علي كريمي، بحضور جمهور وازن من أساتذة الكلية والطلبة والإداريين.

ملحوظة: "أنفاس بريس" ستعود لوقائع التكريم بمزيد من التفاصيل