Thursday 8 May 2025
مجتمع

سطات.. دكتور يطالب بالكشف عن حقيقة مقتل أبيه منذ 2000 وسط تساؤلات عن سر هذا التوقيت

سطات.. دكتور يطالب بالكشف عن حقيقة مقتل أبيه منذ 2000 وسط تساؤلات عن سر هذا التوقيت

لأن المشرع أوكل محاربة الجريمة للسلطات الأمنية المتخصصة المكونة من الشرطة والدرك الملكي والقوات المساعدة بالإضافة إلى السلطات القضائية التي تبث في القضايا المحالة عليها والسجون المكلفة بتطببق العقوبات على المحكوم عليهم، فالإعلام لا يمكنه أن يحل محل هذه السلطات العمومية المختلفة في إعمال القانون، ولكن دوره يتلخص في رصد نبض المجتمع وانتظارات ومطالب المواطنين في الأمن  وكذلك في كل ما يهم حياتهم اليومية، بحيث ينقل هذه المطالب إلى السلطات المعنية عندما يقع تراخي أو انسداد في إيصال المعلومة إليها من طرف "قنواتها "الخاصة. هكذا شرح دور الإعلام عبد الرحيم أريري مدير أسبوعية "الوطن الآن" وموقع "أنفاس بريس" في ندوة بثتها مؤخرا قناة تلفزيونية مغربية.

دور الإعلام هذا يزداد اليوم إلحاحية المشوبة بالحذر، والمغرب يعيش "الزمن الإنتخابي" والإستعدادات جارية من أجل الإستحقاقات التشريعية المقررة في أكتوبر المقبل، كما يعيش أيضا "الزمن الأمني" في مواجهة التهديدات الإرهابية دوليا، وفي التصدي داخليا لظاهرة الجريمة بشتى أشكالها. لكن الملاحظ أنه مع كل هذه التحديات يظل غياب الأحزاب المغربية بكل أطيافها عن مقاربة الشأن الأمني في برامجها مثيرا، وكأن الأمر لا يعنيها!؟ وأكثر من ذلك بدأت تطفو على السطح  ممارسات معكوسة لا تزيد الأمن والإستقرار إلا تعقيدا عبر مقاربة جديدة تتعلق بالنبش في الحفريات والقبور وإحياء ملفات الماضي من خلال إثارة بعض المواضيع الحساسة الشخصية المرتبطة ببعض المرشحين المحتملين، والتي تمسهم بشكل أو بآخر.

وفي هذا الإطار تطرح علامات استفهام كثيرة حول دواعي تنظيم حفل تأبين بسطات، يوم الأربعاء 27 يوليوز الجاري، لتخليد الذكرى 16 المقاوم وحاكم جماعة سيدي العايدي السابق "أحمد  نبيه "الذي عثر عليه مقتولا داخل سيارته ذات ليلة من ليالي يوليوز من سنة 2000، حيث اعتبر بعض المتتبعين بأن فكرة التأبين في حد ذاتها والتعبئة الموسعة التي أقيمت من أجلها وجدول عمل الندوة المرتقبة و"الضيوف"،   كلها تفاصيل رتبت بعناية ويمكن تفسيرها بـ "التسخين الإنتخابي" الذي يختبئ تحت يافطة إنسانية نبيلة وذلك بهدف الخلط الممنهج للأوراق وخدمة أجندة أطراف معينة، وذلك لعدة اعتبارات.

-لماذا اختيار هذا التاريخ والتوقيت بالذات بعد مرور 16 سنة على الحادث ؟

-أليس في الأمر نية مبيتة تقصد بها الجهات المنظمة للتأبين التشويش على مرشح حزب "الحمامة" (د.م.د)، والذي ينتمي لعائلة الفقيد وكان قد اتهم بأنه العقل المدبر وراء تصفية الحاكم الجماعي؟

- وهل صحيح أن الملف تم حفظه في إطار شكاية ضد مجهول؟

-إذا كان "المنظمون" والجمعية المؤطرة لهذا النشاط يؤكدون على أن حفل التأبين يكتسي فقط طابعا فكريا إنسانيا وتعريفيا للأجيال بمناقب مقاوم من المنطقة قضى حياته في سبيل وحدة الوطن ونصرة الحق دون نية من المنظمين في توريط أو اتهام أي أحد في مقتل المقاوم، فلماذا عمدت المطبوعات الموزعة على المدعوين إلى التذكير بالمواقع التي تطرقت إلى قضية "نبيه "، واتهام (د.م.د) مباشرة بضلوعه في القضية؟

"أنفاس بريس" التي واكبت حفل التأبين بالخزانة البلدية، والذي حضره أفراد من عائلة الفقيد ومحامون من هيئات سطات والدارالبيضاء  وجمهور من المتتبعين، التقت بالدكتور محمد نبيه ابن الفقيد فطرحت له نفس الأسئلة وكان رده الذي غلب عليه في بعض الأحيان شيء من التشنج والإنفعال كالتالي:

سأجيب بشكل واضح وضوح الشمس في نهار جميل، إن القضية لم يتم حفظها ضد مجهول كما يزعم البعض ومسطرة التحقيق ما زالت جارية بالمحاكم ولم تتقادم. وقد راسل قبل أيام قليلة الدفاع  ومحامي الدار البيضاء كل من وزير العدل والوكيل العام للملك باستئنافية الدار البيضاء والوكيل العام للملك لدى استئنافية سطات، وأخبروه جميعهم بأن الملف ما زال في طور التحقيق.

وأضاف بأن الهدف من تنظيم هذا التأبين والذي يبقى أولا وأخيرا هو الكشف عن حقيقة مقتل أبي أحمد نبيه، ونناضل منذ 16 سنة من أجل الوصول إلى هذه الحقيقة وإلى الجواب عن أسئلة ثلاث جوهرية هي: من قتل والدي الذي كان يبلغ عمره 77 سنة بتلك الطريقة البشعة التي تلقى خلالها أكثر من 30 طعنة؟ ومن له مصلحة في قتل الوالد؟ ومن الخائف من إظهار الحقيقة؟

كما أننا، يقول محمد نبيه، نساعد بتنظيمنا لهذا التأبين العدالة حتى لا يتم إقبار ملف الوالد والذي طال أمد التحقيق في شأنه بشكل غير مفهوم؟! ونطمح في أن يجدد التحقيق من طرف الفرقة الوطنية وبطريقة أخرى.

والإستماع من جديد إلى كل من له صلة بالجريمة المرتكبة، خاصة وهنالك وجود شاهد رئيسي في القضية تعرف على شخص كان هاربا من مسرح الجريمة وقت وقوعها. وحول أسباب تأخير التأبين طيلة 16 سنة ولماذا اختيار توقيتها في هذا الظرف بالذات خاصة بعد تسجيل حضور ممثلي وصحافة حزب معارض معين في حفل التأبين؟ استطرد محدثنا بأن التأبين هو مناسبة إنسانية محضة وليست له أية خلفية أو سياسية أخرى، كما  كنا نقوم بحفل التأبين سنويا بمنزل العائلة  كصدقة وعمل خيري ولكن هذه السنة تلقينا اقتراحا من "الإخوان" الذين طلبوا منا التعريف بقضية الوالد التي لا تعرفها "فعاليات جمعوية وغيرها من سطات". وبالتالي تم تنظيم هذا الحفل التأبيني في قاعة عمومية لتنوير الناس بهذه القضية. وطبعا لقد تأخرنا في هذه المهمة طيلة 16 سنة. والغريب يضيف الدكتور نبيه أن المتهم ارتكب الجريمة وما زال يكتب؟! وعندنا كمسلمين الإنسان عندما يموت نقول (أذكروا أمواتكم بخير)، لكن المتهم عكس ذلك يكتب مقالا كله مغالطات وتجريح في حق والدي ويصف المرحوم بأنه كان خائنا، في حين والدي  يشهد له الجميع بأنه كان من المقاومين الوطنيين.