الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد عطيف: كفوا عنا مغالطاتكم، واتركونا نبني غدنا وغد أبنائنا

محمد عطيف: كفوا عنا مغالطاتكم، واتركونا نبني غدنا وغد أبنائنا

بين الأمس واليوم، بين واقعنا الحالي والأمل في غد أفضل، نحتاج كثيرا من الأمل، و كثيرا من العمل، نحتاج الشعور بالمسؤولية فنتحملها لفائدة الجيل الحالي والأجيال القادمة.

مخطئ من يعتقد أن بإمكانه أن يهرب من المركب وقت الخطر، وأن يتجه إلى مركب آخر، أي إلى وطن آخر غير وطنه. فالوطن يسكننا قبل أن نسكنه .

مخطئ من يعتقد أنه أذكى من الآخرين وأكبر من الوطن، يتحايل وينصب عليهم وعلى الوطن من أجل مراكمة الثروة على حساب شعب كامل، يكد من أجل توفير أبسط شروط العيش، ولا أقول العيش الكريم.

مخطئ من يقول أنا وبعدي الطوفان، لأن الطوفان الحقيقي هو طوفان النفس عندما يعود إليها بعض الشعور وبعض الإحساس، وطوفان الضمير عندما يصحو، ولو متأخرا.

مخطئ من يعتقد أن دفء الكراسي الوتيرة والامتيازات المرتبطة بالمسؤولية سيدومان ما دام أصحابهما، ويكفي أن نلقي نظرة بسيطة على ما جرى ويجري اليوم في العالم، حيث تتغير النخب ويتغير المسؤولون باستمرار حسب حاجات الشعوب للتغيير، لنقف على خطئنا.

مخطئ من يضرب بعرض الحائط كل القوانين والحقوق، متعاملا بتعال وغرور، ومعتقدا أن الشعب المغربي في سبات عميق. فالشعب المغربي، كما قال الفقيد عبد الرحيم بوعبيد "ليس شعبا من العبيد، بل هو شعب الأحرار الذين حرروا البلاد من الاستعمار"، وسيحررونه من الظلم والاستغلال والاستعباد.

مخطئ من لا يقرأ التاريخ جيدا، تاريخنا المعاصر الذي لا يتعدى ستة عقود منذ استقلال بلادنا، لكي يدرك كم هو صغير أمام رجال كبار وعظام مروا من هنا وتركوا لنا تاريخا حافلا بالأمجاد، ومليئا بالقيم النبيلة التي بدأنا نفقدها الواحدة تلو الأخرى، وتركوا لنا رسالة أتمنى أن نجيد قراءتها، قبل التفكير في بلورتها، أفكارا ومواقف نضالية، نتوجه بواسطتها نحو التغيير المنشود.

مخطئ من يعتقد أن شعبنا غير مؤهل لممارسة الديمقراطية، وأنه ما زال في حاجة إلى من يأخذ بيده -تماما كالطفل الصغير حين يتعلم المشي- والحاجة من وجهة نظرهم هنا هي التحكم في الانتخابات وفي نتائجها، وإن اقتضى الأمر ذلك، بتزويرها. وهنا أيضا أستشهد بمقولة للفقيد عبد الرحيم بوعبيد جاء فيها "لا يمكن لأي شعب أن يتعلم الديمقراطية إلا إذا مارسها".

فكفوا عنا مغالطاتكم، واتركونا نبني غدنا وغد أبنائنا بالطريقة التي تضمن لنا عيشا كريما في وطن ينعم بالحرية والديمقراطية، وطن نساهم جميعا في بنائه وتنميته، ونتقاسم جميعا خيراته، دون ميز أو استغلال.