الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

حيمري البشير:لاتغيير حاصل على الأرض

حيمري البشير:لاتغيير حاصل على الأرض

غبت سنة بالتمام والكمال عن منطقة قضيت فيها سنوات من عمري،هرمت وانتظرت اللحظة التي ألمس فيها التغيير،الذي يحقق تطلعاته وآمالي،تجولت في أسواق قرى منطقتي وشوارعها، لكي أبحث عن التغيير الذي حصل، ليس فقط في الشوارع ولكن في سلوك البشر،الدولة تبني المشاريع، وتخلق فرص الشغل لكنها أصبحت لا تكفي، الشباب في العديد من المدن يركبون التحدي بل يتحدون الدولة بسلوكياتهم ،يعرقلون حركة السير، بعرضهم سلعا للبيع في الشوارع، وعندما تطالبهم بفتح الممرات،ينظرون إليك بنظرات عدوانية وينتظرون اللحظة التي يستلون فيها سيوفهم للإجهازعليك. أصبحت أتجنب المروربهذه الشوارع،لأن الفوضى عارمة ولأن شاطئ السعيدية والذي أصبح محجا لأكثر من ست مائة ألف من المصطافين والسياح من دول أخرى،أصبح في حاجة للمزيد من التعزيزات الأمنية، الدولة توفر الأمن في هذه المدينة الجميلة الجوهرة الزرقاء، لكنها في نفس الوقت تخلي مدينة بركان من رجال الأمن المسؤولون على الحفاظ على حركة السير وإخلاء الشوارع من الباعة المتجولين ومحاربة الجريمة،

ما لاحظته من ظواهر قد تفشت لا تبشر بالخير في مدن المنطقة الشرقية سواءا في مدينة بركان أو وجدة أوغيره من المدن، الاحتياجات كثيرة والبطالة استفحلت في صفوف الشباب، عماد المستقبل. والحكومة الحالية وبعد خمس سنوات عجزت عن تلبية تطلعات الشعب المغربي في العيش بكرامة. ساعة المحاسبة اقتربت وبدأت مع كامل الأحزاب التي تحملت مسؤولية  حملاتها الإنتخابية قبل الأوان رغم أنها تتحمل مسؤولية تعميق الأزمة الإجتماعية التي يعيشها بلدنا، بدأت تُمارس سياسة التضليل بخطاب متجاوز وغيرمقبول.

بماذا سيرد الوزراء الذين كانوا موضوع الصحافة والمواقع بالفضائح التي ارتكبوها، من وزيرالكراطة إلى وزيرة النفايات مرورا بوزير الجالية الذي يتحمل مسؤولية إلغاء اتفاقية الضمان الإجتماعي،إلى فشل تدبيرالقطاع السياحي في المنطقة الشرقية بمصاف السعيدية  فندقين من خمسة نجوم مغلقين منذ أكثر من سنتين، مشاريع سياحية فاشلة وشركة تلاعبت بأموال مغاربة العالم لا هي أنهت التزاماتها طبقا للعقود المبرمة مع الزبناء رغم انقضاء المدة، ولا هي أرجعت الأموال لأصحابها. إذا هذا نموذج لتدبير وزراء في الحكومة. وإذا أضفنا إليها الأخطاء القاتلة التي حصلت في تدبير قضية المغرب الأولى ، بخرجات إعلامية لوزيرخارجية المغرب لو أن تم تدارك الأمر من طرف جلالة الملك بتدخله المباشر لحسم الصراع الذي بدأه الأمين العام للأمم المتحدة لتناول واستفزازه للدولة المغربية وحزم جلالة الملك لتطورت الأمور إلى ماتحمد عقباه.

حكومة عبد الإلاه بن كيران فشلت في العديد من القطاعات ورئيس الحكومة نفسه ارتكب أخطاء قاتلة بتصريحات أدلى بها كادت أن تسبب أزمة سياسية وقطيعة مع دولة صديقة في أمريكا اللاتينية، وكان على وشك أن يتسبب في هروب استثمارات أجنبية لأنه أساء لشركة كبرى فضلت بناء أكبر مصنع لها خارج فرنسا. 

هل نبقى متشبثين بالأمل في التغيير بعد انتخابات السابع من أكتوبر؟ هل فعلا هناك إرادة سياسية لدى الأحزاب السياسية لتجاوز هذه المرحلة والتفكير بجدية في وضع استراتيجية جديدة لخلق المزيد من فرص الشغل وبالتالي تجنب الإحتقان في المجتمع؟ هل هناك أمل في تجاوز الخلافات العربية وتجاوز المؤامرات التي تحاك لضرب وحدة المغرب وخلق الفتنة؟

مصير دول المنطقة بين أيدي شعوبها فإما نسير بثبات في وحدة إقليمية وإما أن ننتظر مأساة جديدة أكثر من المأساة التي يعيشها الشعب السوري واليمني والفلسطيني والليبي، ستزداد الإنقسامات وستتدخل أجهزة الدول الكبرى لخلف المزيد من الفتن بين شعوب المنطقة.