الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

ميراني الناجي: هؤلاء الأربعة يطالبون الشعب المغربي بالتسجيل في اللوائح الانتخابية ..

ميراني الناجي: هؤلاء الأربعة يطالبون الشعب المغربي بالتسجيل في اللوائح الانتخابية ..

جاء في نداء مشترك لهؤلاء (عبد الإله بنكيران، امحند العنصر، نبيل بنعبد الله، صلاح الدين مزوار) بأن التسجيل في اللوائح الانتخابية يعتبر "ممارسة حق دستوري والقيام بواجب وطني والتعبير عن المواطنة الحقة"..

لنتوقف لحظة خارج سياق الوهم الإديولوجي، ولنتأمل في هذه الجملة الركيكة التي تشعرني بالغثيان، لا يا سادة العلب الصوتية، تريدون منا فقط أن نمارس حقوقنا الدستورية في التسجيل وعندما يتعلق الأمر بممارسة باقي الحقوق في المطالبة بالشغل، والتعليم، والسكن، والتطبيب، والكرامة، والحرية، والعدالة الاجتماعية نواجه بالقمع والتشريد ..

تريدون منا أن نعبر عن "المواطنة الحقة" من خلال التقييد في اللوائح الانتخابية، فعن أي مواطنة تتحدثون، والوطن تحول مطرحا للنفايات الفكرية والسياسية، بيع وطننا للغرباء، وتحولنا مواطنين على صفحات اللوائح بأرقام بيوميترية، إنها مواطنة مؤقتة تتبخر بمجرد انتهاء ساعة العرض، والإعلان عن النتائج المحسومة سلفا من طرف مؤلف المسرحية ومحرجها ..

تريدون منا أن نقوم بـ "واجبنا الوطني"، فهل قمتم أنتم وحكومتكم بواجبكم الوطني؟ ..

سؤال يعرف جوابه كل مغربي اكتوى بجحيم ناركم، هل نُذَكِّرُكُمْ من باب ذَكِّرْ، في عهدكم غرق المغرب في مستنقع المديونية، عفوتم عما سلف، عن اللصوص والمجرمين، مهازلكم ظلت عالقة بأذهان المغاربة، 22 مليار من أجل كراطة، فاتورة الشكولاطة من المال العام لعقيقة مولود مدلل لوزير مدلل، فضيحة الكوبل، سيارات فارهة تبدد المال العام من أجل التعويض عن سنوات الحرمان والكبت، تحويل المغرب إلى محج للنفايات القاتلة، الزيادات المتتالية في المواد الأساسية وفي الأسعار، الزيادة في رواتبكم، في تقاعدكم، تشغيل أبنائكم، توريث امتيازاتكم لذويكم مدى الحياة، قمع الأساتذة، والموظفين، والمعطلين، وذوي الاحتياجات الخاصة، شن حرب طبقية على القوت اليومي للجماهير ..

عناوين كبيرة حضرتني الآن، وغيرها يعرفها كل مغربي اكتوى بحكومة محكومة تطالبنا اليوم من باب السخرية بالتسجيل في اللوائح.. طيب، هل بإمكانكم أن تتخلوا على امتيازاتكم وأن تفتحوا حساباتكم للاطلاع على ثرواتكم، وأن تعيدوا للشعب المغربي بعضا من كرامته، عند ذلك بإمكاننا أن نصفق لكم...