السبت 18 مايو 2024
مجتمع

القيادي محمد عطيف: هذه هي المداخل الستة لفهم القصف الذي تتعرض له الكونفدرالية الديمقراطية للشغل

 
 
القيادي محمد عطيف: هذه هي المداخل الستة لفهم القصف الذي تتعرض له الكونفدرالية الديمقراطية للشغل

منذ مدة وأنا أتابع الهجوم الذي تتعرض له الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والذي أعتبره مجرد حلقة في سلسلة طويلة من التهجمات والمؤامرات التي تعرضت لها منذ تأسيسها إلى اليوم، والتي لم تنل منها لسبب بسيط، وهو أنها نقابة تستمد شرعيتها من قوة مواقفها ومن نضالاتها التاريخية التي أدت عليها الثمن غاليا و ما زالت تؤديه إلى اليوم .

لذلك فإنني لن أجيب على بعض الكتابات والممارسات التي لا تستحق الرد، لأنها بالنسبة لي لا تدخل في باب النقد البناء الذي نتقبله ونمارسه في حياتنا النقابية باستمرار، بل سأطرح بعض الأفكار انطلاقا من مسؤوليتي ومواكبتي الإعلامية والتوثيقية منذ تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وإلى اليوم، والتي تجعلني في موقع الاطلاع الكافي على مواقف هذه المنظمة التي كان لها أثر كبير في تاريخ بلادنا المعاصر باعتراف عدد كبير من المفكرين والباحثين المشهود لهم بالكفاءة وبالنزاهة الفكرية .

أولا: إن الأسلوب المستعمل في التهجم على الكونفدرالية الديمقراطية للشغل أسلوب سطحي هو أقرب إلى السب والتهجم منه إلى النقد .

ثانيا: أسسنا منذ حوالي سنتين فضاء ثقافيا بجانب مقرنا النقابي، ونظمنا فيه عشرات اللقاءات الفكرية والثقافية، إيمانا منا بأهمية ودور الثقافة والفكر والفنون في الصراع الذي نخوضه من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية. كما أصدرنا عشرات الكتب والمطبوعات التي تؤرخ لهذه المسيرة النقابية الغنية. كل هذا مع دعوتنا باستمرار إلى الحوار مع كل الفاعلين السياسيين والنقابيين ومع كل المواطنات والمواطنين الذين يرغبون في الانخراط في مشروعنا الوطني والتاريخي، ألا وهو النضال من أجل مجتمع مغربي جديد، مجتمع الكرامة والعدالة الاجتماعية .

ثالثا: إن هذه النقابة التي ننعتها بكل النعوت ونتهمها بالخيانة، هي التي كان لها الفضل في إحداث عدة تغييرات هامة ببلادنا يطول شرحنا هنا، وهي تغييرات لم تلتقطها مع الأسف النخبة السياسية ببلادنا وتحولها إلى برامج سياسية كفيلة بإحداث التغيير الذي نناضل جميعا من أجله .

رابعا: هناك ما يمكن أن نسميه اليوم جبهتين عريضتين ببلادنا :جبهة المتضررين من السياسة الحكومية في شتى المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي الجبهة العريضة، عددا وفئات اجتماعية..وجبهة المستفيدين من هذه السياسة، وهي فئات قليلة العدد ولكنها تستحوذ على السلطة وعلى المال، وتستعملهما للإبقاء على هذه الأوضاع كما هي لأنها تخدم مصالحها .

خامسا: أليس من العبث أن تنقسم جبهة المتضررين شعوبا وقبائل، تخوض الصراعات فيما بينها وتنسى الصراع الأساسي، وهو مواجهة السياسة القائمة والحكومة التي تقف وراءها، ونحن على بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات التشريعية التي يجب أن تكون امتحانا حقيقيا لنا جميعا، إما نجتازه بامتياز أو ننتظر سنوات أخرى وقرارات أخرى كثيرة .

سادسا: أنا لست من المؤمنين بأن وراء كل قضية نختلف حولها مؤامرة، بل أعتبر أن الصائب هو أن هناك فئة قليلة تخدم مصلحة جهات معينة، ولكن هناك فئة عريضة تحتاج فقط للتوعية وإدراك أن مصلحتها الفئوية هي ضمن المصلحة العامة المشتركة، وأن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل هي إطار نقابي ديمقراطي ومنفتح على النقاش، وبالتالي فإن لا شيء ينفع الموظفين والعمال من اللالتفاف حول هذا التنظيم الذي له شرعية تاريخية وله دور سيلعبه حاضرا ومستقبلا .

هذه بعض أفكار هي دعوة للتفكير في مستقبلنا جميعا بعيدا عن الأنانية والانتهازية والانتظارية ومن أجل جبهة عريضة لمصلحتنا جميعا، وطنا ومواطنين .