قال محمد قمار، رئيس شعبة الطفولة والتخييم في لقاء جمعه مع " أنفاس بريس"، أن المخيم فضاء تربوي وتأطيري بامتياز، وينبوع متدفق بالعمل التطوعي المنتصر لحاجيات الطفل المغربي المعرفية والتربوية والبيداغوجية، ومحطة أساسية لاكتشاف وتفجير المواهب والطاقات لدى الطفل من خلال الورشات والمسابقات والألعاب الترفيهية والموسيقى والمسرح والحكي والثقافة الشعبية بمختلف روافدها وخصوصيات مناطقنا المغربية التي تمتد فيها شبكة جمعية الشعلة للتربية والثقافة عبر ربوع المملكة كروافد للطفولة المستفيدة من كل فترات التخييم سواء بالجبل أو الشاطئ والغابة.

وأضاف في حديثه مع " أنفاس بريس " على أن جمعية الشعلة استنفرت كل طاقاتها وأطرها التربوية لإنجاح كل مراحل التخييم، معتمدة على مبادئها وقيمها النبيلة المتسمة بالإنسانية والتطوع والالتزام والانضباط لروح المسئولية لضوابط القانون المؤطر للتخييم بتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة وجميع المتدخلين، مشيدا بمجهودات فريق مصلحة التخييم الذي يعمل من أجل الرقي بجودة الخدمات في ميدان التخييم، لكنه يرى أنه من الواجب على الحكومة أن تتحمل مسئوليتها من خلال التتبع والمراقبة والتحفيز والسهر على اتخاذ كل التدابير والإجراءات لاستنفار جميع القطاعات وطنيا وجهويا ومحليا.

" فلا يكفي رئاسة الحكومة أن تصدر المذكرات التوجيهية للعمال والولاة دون أن تتدخل بنجاعة في هذه العملية التربوية " مطالبا من رئيس الحكومة أن يعمل على " رصد الموارد البشرية والإمكانات المادية والبنيات التحية واللوجيستيكية اللازمة بتنسيق مع الوزارات المعنية ". وعن سؤال ل" أنفاس بريس" طالب محمد قمار عضو المكتب الوطني لجمعية الشعلة للتربية والثقافة بضرورة تفعيل وأجرأة الشراكات القائمة بين كل الوزارات المعنية بالتخييم وحقل الطفولة، سواء الوزارة نفسها أو وزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية، معللا مطلبه هذا ب " النقص الحاد في التدخلات الطبية والعلاجية والمشاكل الصحية التي تعرفها المخيمات كل سنة في غياب تدخل قطاع وزارة الصحة بالمخيمات المقامة على تراب الأقاليم والعمالات والجهات " مما يعتبر تقصيرا في تفعيل الشراكات القائمة على الورق حسب نفس المتدخل، وطالب رئيس لجنة الطفولة والتخييم من الحكومة المغربية بضرورة " اعتماد صندوق خاص بعملية التخييم لتغطية كل الحاجيات والمستلزمات المادية والبشرية والاجتماعية بتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة .... واعتبار حقوق الطفل و حقل الطفولة من أوليات المجتمعات المتحضرة التي ترسم مستقبل التنشئة الاجتماعية والأجيال الصاعدة" ولاحظ نفس المتحدث أن صفقات الحراسة الخاصة يجب أن " تخضع لدفاتر تحملات واضحة وإلزامية لكل الأطراف لحماية الفضاءات و الطفل بالمخيمات من كل ما من شأنه أن يزعج ويعكر مزاجه أثناء عملية التخييم " .

وحمل محمد قمار مسئولية النقص الحاد في الموارد البشرية " لحكومة بن كيران التي أقفلت باب التوظيف أمام الأطر المتخصصة في حقل الطفولة والشباب، مما انعكس سلبا على تغطية الخصاص المهول في الأطر الإدارية والاقتصادية والتربوية والأعوان بكل المرافق العمومية التابعة لوزارة الشباب والرياضة، سواء بدور الشباب أو بمراكز الاستقبال ...." . وفي سياق حديثه عن جمعيات المجتمع المدني المهتمة بميدان التخييم أكد على أن هناك جدية في التعاطي مع حقل الطفولة والشباب من خلال الجمعيات الوطنية الجادة والتي يشهد لها بالكفاءة والجدية في العمل التطوعي خدمة للطفل بفضاءات التخييم، كما نبه تجريم تسييس المخيمات و استغلال بعض الجمعيات الطفيلية للأطفال للدعاية الانتخابية وخصوصا نحن على أبواب استحقاقات أكتوبر التشريعية مطالبا ب " عدم استخدام المخيمات كسوق لشراء الأصوات واستغلال براءة الأطفال سياسيا لاستمالة الناخبين وحشو عقول الأطفال بالرموز الانتخابية مما سيحرف أهداف المخيمات التربوية " .

وثمن رئيس شعبة الطفولة والشباب استنفار المجلس الوطني لحقوق الإنسان كل طاقاته من أجل إشراك الجمعيات المشرفة على المخيمات التربوية الصيفية، ووضع عناوين لبعض المواضيع ذات الصلة ضمن برنامجها التواصلي والتعاقدي مع فعاليات الحقل الجمعوي كالورقةالتقديمية حول مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية (كوب 22) ومؤتمر الشباب (COY12)  وما يرتبط بالفضاء الخاص بمنظمات المجتمع المدني في مؤتمر مراكش 2016، فضلا عن مجموعة من المحاور الرئيسية، أبرزها "التغيرات المناخية وتأثيرها على المغرب"، "التغيرات المناخية والوعي العالمي"، "المفاهيم التربوية وقضايا تغيير المناخ في المخيمات الصيفية"، واعتبر أن اختيار وزارة الشباب والرياضة موضوع محاربة التغيرات المناخية محورا أساسيا لموسم المخيمات الصيفية هذه السنة، يجب أن تواكبه مجموعة من الإجراءات العملية المرتبطة بالبيئة والطفل من خلال توفير كل مستلزمات ترسيخ سلوك محاربة التلوث وجمع النفايات داخل فضاءات الطفولة.