الجمعة 17 مايو 2024
مجتمع

سيلفي دوبونت: الحدائق الجميلة التي أنجزها نيكولا فوريستيي بالمغرب لم ينجزها بأي مكان آخر بالعالم

 
 
سيلفي دوبونت: الحدائق الجميلة التي أنجزها نيكولا فوريستيي بالمغرب لم ينجزها بأي مكان آخر بالعالم

تكشف سيلفي دبونت، مفوضية معرض  حدائق الشرق بمعهد العالم العربي، عن الدور الكبير الذي لعبه المهندس نيكولا فوريستيي في إنجاز الحدائق الكبرى بالمغرب الكولونيالي وهي الحدائق التي مازالت قائمة إلى اليوم بالبيضاء والرباط ومراكش وغيرها. ولم يفت سيلفي أن تبوح في حوار مع جريدة " الاتحاد الاشتراكي " وتقول أن الحدائق هي " آخر فضاء للحرية والهدوء والسلم. فالشجرة هي مصدر السلم".

"كما لاحظتم فقد تحدثنا كثيرا عن المغرب في هذا المعرض".

 تقول سيلفي دبونت، مفوضية معرض  حدائق الشرق بمعهد العالم العربي، "سواء من خلال تقاليد الحديقة التي تستعمل لتوفير الحاجيات الغذائية وهي التي تمثل حدائق أكدال والمنارة بمراكش، وهو ما استلهم هذه الحديقة  التي نوجد  بساحة المعهد،كما نرى ذلك في حدائق القرن 19 عشر مثل حدائق جون نيكولا فوريستيي. والذي نهتم به، ليس كرسام للحدائق بل كرسام للحدائق العمومية بالمدن الحضرية.وما قام به في المدن المغربية مع هنري بروست في بداية القرن العشرين من اعمال مازالت موجودة حتى اليوم."

وأضافت "كانت مقاربته هي الحفاظ على الحدائق القديمة التي توجد بالمدن العتيقة للمملكة.والانفتاح على الطبيعة التي تحيط بالحدائق،وهندسة المدن مع الأخذ بعين الاعتبار لهذه الحدائق بالداخل والخارج وهو أمر مازال حديث الساعة حتى اليوم."

وحول الحدائق الموجودة بالرباط والدار البيضاء مند فترة الحماية الفرنسية تقول:

"جون نيكولا فوريستيي، استلهم الكثير من الحديقة العربية الأندلسية وهو نفس الأسلوب الذي استعمله في انجاز ماريا لويزا باشبيلية، وبالنسبة له في عمله كمهندس للحدائق  الحضرية بالمدن، كان ذلك العمل بالمغرب استلهام كبير وعميق في كل كتاباته حول الموضوع وهو ما نراه في الكتابات والرسوم التي نجدها هنا بهذا المعرض حول الحدائق بمعهد العالم العربي. وهو ما مكنه أيضا من تطبيق كل ما قام به عندما كان يعمل كمهندس للحدائق الحضرية وهو عمل لم يقم بانجازه بفرنسا او بباريس بل قام به فقط في المغرب. والعمل الذي أنجزه نيكولا فوريستي والذي طبع القرن العشرين فقد أنجزه بالمغرب وليس بأي مكان اخر."

وعن دور الحدائق في التقارب بين الشعوب تقول سيلفي دوبونت: "الحدائق هي آخر فضاء للحرية،الهدوء والسلم. الشجرة هي مصدر السلم، الحديقة هي مصدر الصفاء والهدوء،وهو فضاء للعيش المشترك والعيش في تناغم مع الطبيعة وبين الناس. والحديقة العمومية هي جد ضرورية للعيش بالمدن وفي أي مكان.ولنا كلنا حديقة صغيرة بداخلنا، نهتم بها من أجل ذاتنا وكذلك من أجل الآخرين."

وأكدت أن "الجميع في حاجة الى الحدائق سواء الغرب أو الشرق،ونحن في حاجة الى التبادل حول هذه الحدائق. وهي درس للعطاء والتبادل،نحن الغربيون تعلمنا الكثير من حدائق الشرق واستلهمنا كذلك أشياء مهمة، وأتمنى أن نعطي الكثير بدورنا بعد أن أخذنا ولنا عالم علينا بناؤها جميعا من أجل المستقبل.اليوم علينا النقاش، الحوار وان نبني بشكل مشترك".

لزيارة المعرض:

"معرض حدائق الشرق"، مستمرا بمعهد العالم العربي بباريس حتى 25 شتنبر 2016 ، ويحكي رواية رحلة غنية تحتوي على نحو 300 من الأعمال الفنية تم اعارتها من المتاحف الكبرى الدولية والمجموعات الخاصة، وكذلك نماذج مصغرة، طباعة الصور العملاقة أو أجهزة بارعة تذكرنا بموهبة المهندسين في الماضي.هذا المعرض الذي لقي نجاحا كبيرا من حيث عدد الزوار، وتم انجاز حديقة مستلهمة من حدائق المغرب في ساحة المعهد تمكنك من التجوال بين اشجار الزيتون البرتقال والنخيل وزهور الياسمن. ومن أجل فهم ابعاد هذه المبادرة التقينا المندوبة العامة للمعرض "سيلفي دوبونت".