Saturday 10 May 2025
فن وثقافة

مشاركون في ندوة بأزمور يدعون إلى إعادة طبع "معلمة الملحون" وفاء للراحل العلامة محمد الفاسي

مشاركون في ندوة بأزمور يدعون إلى إعادة طبع "معلمة الملحون" وفاء للراحل العلامة محمد الفاسي

لم يترك المشاركون في الندوة العلمية، التي حملت عنوان "محمد الفاسي.. معلمة المغرب في فن الملحون"، أمس السبت بأزمور، تمر دون لفت الانتباه إلى المزيد من إيلاء الاهتمام بالإرث الثقافي الضخم الذي خلفه العلامة الراحل محمد الفاسي في العديد من المجالات. وشدد المشاركون في الندوة، التي نظمت في إطار الملتقى الدولي لفن الملحون (ملحونيات) في نسخته السادسة (16-19 يونيو)، على ضرورة إعادة طبع "معلمة الملحون"، التي تشكل ذخيرة فريدة في مجالها، ودفع الأجزاء المتبقية إلى الطبع تعميما للفائدة ووفاء لذكرى العلامة الراحل.

وقد أكد الباحث والإعلامي عبد الله شقرون أن هذا الأخير (محمد الفاسي) لم يوف حقه المستحق مقابل أياديه البيضاء في مجالات علمية وتوعوية، ومنها إحياء فن الملحون وموسيقى الآلة المغربية، معربا عن انبهاره بثقافته الموسوعية المتشعبة ودفاعه المستميت عن اللغة العربية. مذكرا بعلاقاته بمحمد الفاسي، وزير الثقافة الأسبق، في المجال المسرحي والإذاعي، ثم في إطار لجنة دعم العلاقات المغربية مع الاتحاد السوفياتي سابقا التي ترأسها العلامة الراحل، وفي منظمة الألكسو التي كان الراحل من أبرز علمائها ووجهائها.

A-Malhoun-Azmour1

ومن جهته اعتبر الشيخ عبد الله الشليح، رئيس جمعية هواة الملحون بمراكش، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه، أن العلامة محمد الفاسي أو "السندباد الجوي"، الذي انتقل إلى فرنسا وتخرج من جامعة السوبون، وتولى وزارة الثقافة ونظم المؤتمر الوطني الأول لفن الملحون ما بين 20 و24 ماي 1970، متضمنا مسابقات حول المصطلحات والتغني بين الأشياخ، كما أسس الجمعية المغربية لفن الملحون، اعتبره من الباحثين عن الكنانيش الملحونية لمراجعتها وتصحيحها، إذ قام بوضع قوانين وقواعد لميزان الشعر مستعينا بالحساب بواسطة أصابع اليد.

أما مولاي أمين العلوي الديبي، الباحث المتخصص في فن الملحون وأعلامه دراسة ونقدا، فقال عن محمد الفاسي بأنه "المعلمة البارزة في تاريخ الثقافة الشعبية المغربية، والعالم الموسوعي الذي لا ساحل له" الذي حفظ للمغرب ركنا أساسيا من تراثه الثقافي، بدعم من عقيلته الوطنية المثقفة مليكة الفاسي، المرأة الوحيدة التي وقعت على وثيقة المطالبة بالاستقلال إلى جانبه. مشيرا إلى أن الراحل الفاسي، خلال فترة توليه وزارة الثقافة ما بين 1968 و1971، هو صاحب فكرة إنقاذ مدينة فاس، ونداء فاس لرئيس اليونسكو آنذاك المختار امبو، وإحداث أكاديمية المملكة المغربية، والمؤتمر الثاني للموسيقى المغربية بفاس في أبريل 1969، وجائزة الحسن الثاني للمخطوطات، ومباراة إنقاذ الخط المغربي، ومباراة نظم شعر الملحون، وغيرها.