Saturday 10 May 2025
فن وثقافة

العزة السلامي :الترويج للثقافة الحسانية يحتاج إلى إرادة سياسية جادة

العزة السلامي :الترويج للثقافة الحسانية يحتاج إلى إرادة سياسية جادة

تشكل الثقافة الحسانيةالصحراوية رافدا من روافد الثقافة المغربية الغنية بتعددها وامتدادها. فما هي هذه الثقافة الحسانية ؟وما هي مميزاتها ومكامن سحرها؟ وكيف يمكنها ان تساهم بدورها في المشروع التنموي للأقاليم الجنوبية؟ أسئلة طرحتها "أنفاس بريس" على" العزة السلامي " مهتمة بالتراث الصحراوي/ورئيسة "شركة التمنوكت والمعنى ".

توفي، مؤخرا، الفنان محمد ناجم عمر، ما هي الخسارة التي سيخلفها غيابه على مستوى الأغنية الحسانية في نظرك؟
و فاة الفنان الناجم محمد عمر رحمه الله استأثرت باهتمام واسع من طرف كل فئات المجتمع في الأقاليم الجنوبية وخارجها ولاسيما بالنسبة للمثقفين والمهتمين بالتراث الحساني عموما والموسيقيين على وجه خاص، وذلك نظرا لكون الراحل يعتبر من أعمدة الأغنية الحسانية الكبار، وعزاء الجميع هو ما تركه من رصيد هام من الأغاني التي هي من ألحانه لشعراء متعددين أو من كلماته وألحانه شخصيا، ولا يفوتني بهذه المناسبة ومن هذا المنبر الموقر أن أوجه نداء إلى مصالح وزارة الثقافة أن تطلق اسم الراحل الفنان الناجم محمد عمر على المعهد الموسيقي بالعيون والذي لا يحمل أي اسم حاليا وتمد المعهد بعد إطلاق إسم الراحل عليه وذلك بأرشيف قطعه الغنائية الصوتية والمرئية ومعرض جملة من أنشطته بالصور، وذلك عرفانا بتاريخه الزاخر بالإبداع الموسيقي الجميل، وحتى يبقى في ذاكرة الأجيال لتستفيد من مسيرته الفنية الحافلة بالعطاء والتميز.
في رأيك ماهو موقع الثقافة الحسانية في نموذج التنمية بالأقاليم الجنويية خاصة وقد حظيت باهتمام سواء في الدستور الجديد2011 أو في مشروع الجهوية المتقدمة وما هي المشاريع المقترحة في شأنها؟
إن الدستور الجديد 2011. بالإضافة إلى مشروع الجهوية المتقدمة جعل الثقافة الحسانية تحظى بموقع متقدم في نموذج التنمية بالأقاليم الجنوبية، وهذا ما تؤكده المشاريع التي أصبح يلاحظ أوراشها سكان هذه الأقاليم والمثقفين بشكل خاص، وهي متعددة في سائر الجهات، ليس أولها القاعات المجهزة بأحدث المعدات التقنية مثل قاعة العروض بالمركز الثقافي بالسمارة ومثيلتها بالداخلة وغيرهما بكلميم وطانطان...إلخ، بل أيضا ومرافق عملاقة أخرى في نفس الميدان منها من تم تأهيله وتجويده ومنها ما هو في مراحله النهائية في البناء، كما هو الشأن بالنسبة للمكتبة الوسائطية التي يقوم بها المجلس البلدي بالعيون، وهي عبارة عن تحفة معمارية غير مسبوقة تضاهي كبريات المكتبات على الصعيد العربي والإفريقي.

ماهي مكونات الثقافة الحسانية الأخرى، إذا استثنينا منها الجانب الفلكلوري والطريي؟
مكونات الثقافة الحسانية الأخرى إلى جانب الفلكلوري والطربي فهي عديدة ومتنوعة ومتكاملة يتصدرها الشعر الحساني، والتقاليد المتوارثة عن الآباء والأجداد وتتجلى في المناسبات والاحتفالات الاجتماعية والدينية والوطنية ويعتبر موسم "أموكار" أحد أهم الفضاءات العريقة التي تستقبل وتستعرض مظاهر الثقافة الحسانية شكلا ومضمونا مثل: الصناعة التقليدية وسباق الهجن والألعاب الترفيهية القديمة (اراح/ السيك/....إلخ) كما أن المواسم الروحية مثل ما يتعلق بزاوية آسا والسمارة وغيرهما حيث أنها تشكل مناسبات احتفالية بحفظة القرآن الكريم، وتقام خلالها احتفالات دينية رائعة وعادات اجتماعية أصيلة.
هل يمكنك ذكر المؤسسات التي تقوم حاليا بتنشيط الثقافة الحسانية كثراث لا مادي ؟ وكيف يمكن ترويج هذه الثقافة على الصعيد الوطني ككل وحتى لاتبقى حصرا على اﻷقاليم الجنوبية؟
بالإضافة إلى المبادرات التي يقوم بها المجتمع المدني من خلال تنظيمه لعدد من الفعاليات الفكرية والإبداعية المختلفة بحمولة ثقافية حسانية فهناك، أيضا ،توجد بعض المؤسسات التي تقوم حاليا بتنشيط الثقافة الحسانية كتراث لا مادي وهي محدودة في الواقع وتحتاج إلى تقويتها وإحداث أخرى ودعمها بالموارد المادية والبشرية اللازمة...إلخ.
ألا يمكن أن تشكل السياحة الداخلية عاملا مساعدا في ترويج هذه الثقافة على أساس تيسير شروط هذه السياحة التي ما زالت ليست في متناول جميع الفئات الشعبية على مستوى النقل والإقامة ؟

نعتقد جازمين أن السياحة الداخلية من شأنها أن تشكل عاملا مساعدا في ترويج الثقافة الحسانية على أساس تيسير شروط هذه السياحة، لاسيما في وجه الفئات الشعبية المحدودة الدخل والمتوسطة، وذلك على مستوى النقل والإقامة، وهذا أمر يحتاج كذلك إلى إرادة سياسية جادة من طرف كل المتدخلين في قطاعات الثقافة والسياحة والصناعة التقليدية...إلخ بالإضافة للحاجة إلى روح المبادرة والحكامة بما ينسجم مع تطلعات المجتمع المغربي من البوغاز إلى الصحراء، نحو التنمية الشاملة ومنها الثقافية.