الأربعاء 27 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

اسماعيني بناصر:ورزازات من الانهيار الاقتصادي إلى تدمير قلاع التضامن

اسماعيني بناصر:ورزازات من الانهيار الاقتصادي إلى تدمير قلاع التضامن اسماعيني بناصر

بكل أسى و حزن عندما تفكر في مدينة تتوفر على مؤهلات لا حصر لها من الثروات الطبيعية، منها ما هو باطني و منها ما هو سطحي، و لها صيت كبير على المستوى الدولي حتى وصفت بهوليود افريقيا، مدينة توصف بقبلة لمخرجين سينمائيين كبار و موردا لثروات طبيعية لا تنفذ و أيضا منطقة تأديب لعدد من المسؤولين القادمين من ما يوصف بالمغرب النافع،ومنطقة اغتناء لهم أيضا، هذا كله خلق تجاذبات و ملاسنات، و حتى صراعات على مواقع التواصل الاجتماعي حول واقع و مستقبل هذه المدينة إلى غير ذلك من الأحداث المتوالية في هذا المجال، لكن بعيدا عن هذه الفوضى السياسية نجد بعض المبادرات الخيرية و التي يبحث عنها أشخاص يعيشون تحث عتبة الفقر و لا يهمهم من الأمر سوى تدبير احتياجاتهم اليومية .. هذا دفعهم إلى البحث عن تنظيمات أسست لهذا الغرض من طرف أشخاص متوسطي الدخل اجتماعيا و لهم نوايا نبيلة في هذا الشأن خاصة عندما يتعلق الأمر بالميدان الصحي و الذي نعلم مسبقا وضعيته بالإقليم، طبعا مع بعض الاستثناءات البسيطة لأنه في معظم الأحوال مجموعة السياسيين الانتهازين لا تنشط إلا عند قرب الانتخابات خلاصة القول أن المدينة لا زالت تتوفر على مبادرات تضامنية لصالح فقراء هذا الوطن..لكن عندما يضرب زلزالا هذا التضامن فما الغرض من ذلك؟ و بكل وضوح المقصود هو الهجوم الذي تعرضت له مؤسسة بصريات النخيل هذه المؤسسة التي تنسق مع عدد من التنظيمات الجمعوية كجمعية الوفاء لمرضى السكري للقيام بمبادرات خيرية لصالح الفقراء و المحتاجين العاجزين على مراجعة عيادات ذات تكاليف لن يستطيعوا دفعها بأي حال من الأحوال، فهذه المؤسسة و باعتراف عدد كبير من التنظيمات التي حضر اجتماعا للمؤازرة و كذا عدد غير محصور من الساكنة يشهدون على أن المؤسسة المعنية تقوم بالتنسيق مع احد الأطباء المتخصصين في طب العيون و تقدم فحوصات مجانية دون مقابل، و لم نقف إلى حد الآن على شخص واحد يصرح انه أدى يوما مقبلا لهذه الفحوصات... مبادرة جد مهمة في ظروف اقتصادية و اجتماعية ربما وصفها بالرداءة سيكون ظلما لهذا المفهوم، لكن عندما يتم اقتحام هذه المؤسسة و يتم احتجاز جهاز لفحص العيون بها خاص بمهنة النظارتي و الأفظع من كل هذا تتم متابعة مسؤوليها و، أيضا، الطبيب المتضامن فماذا تنتظر سيدتنا الدولة من كل هذا؟ و كذلك المرشحون في مختلف الدوائر المنتخبة ؟ الذين لزموا الصمت و كأنهم في حياد، هذه المساحة الغير متواجدة أصلا إلا في الحقل الديماغوجي أم أنهم يخشون هم، أيضا، من سلطة المال و النفوذ؟ لكن ماذا عن آلاف المعدمين في الأقليم و الأقاليم المجاورة و المصابين بداء السكري و الذين ينتظرون مبادرات كهاته، بل إن الأمور لذويهم قد تصل إلى مسألة حياة أو موت ....المهم من كل هذا ،خاصة أن مقالة واحدة أو حتى مئة غير كافية للتفصيل في الوضع ، لكن الإشكال الكبير يبقى هو ماذا بعد هدا..؟ ألا يعتبر هذا الفعل رادعا لكل مبادرة خيرية و إطلاق يد الاتجار في الفقر و مآسي و مرض المحرومين في هذا الوطن..؟ و الدين بأي حال من الأحوال يشكلون أغلبية ساحقة في هذه الأقاليم المنكوبة و التي تعرف في ثقافتنا النضالية بمثلث الفقر، حيث ستزداد درجته خاصة بعد أن عمل سيدنا المخزن على تطبيق مخططات اقتصادية توجها بتعويم الدرهم و في هذه الظروف عندما ندفع بأصحاب المبادرات الخيرية إلى تبني المقولة المشهورة في تراثنا الشعبي " ما الدير خير ما يطرى باس" إلا تتصور يا سيدنا المخزن كيف سيصبح الوضع وأنت تبحث دائما على السلم و الاستقرار الاجتماعي؟ أتعتقد أن تقوية الأجهزة الأمنية و في مقدمتها الأجهزة الاستخباراتية، هذا هو الضمن للاستقرار و السلم الاجتماعي..؟ لا اعتقد أن منظريك الأوفياء تصل درجة غبائهم إلى هذا الحد لكن أكيد جدا أنها "الحكرة" أي الاستهزاء بالمواطنين و بصحتهم و بحياتهم فهؤلاء لم ينتقدوا لا وضعية المستشفيات العمومية و لا السياسات المطبقة و لم يناضلوا ضدها بل تضامنوا فقط من موقع الإنسانية لكن حاليا قد فهموا انه حتى التضامن يجب النضال من اجله ...و قد فتحت أعينهم عن حقيقة الوضع.. و ما عليهم إلا أن يضيفوا حلقات تكوينية في الكفاح من اجل التضامن للمتضامن معهم، إذا أرادت هذه الفئة الأخيرة أن تستفيد من التضامن و ربما نسمع في هذا البلد الغريب عن جريمة تتعلق بكيفية استنشاق الأكسجين لأنه ستتم خوصصته هو أيضا.