Sunday 4 May 2025
مجتمع

هل سيلحق المهدي بن تومرت خطيب جمعة بمن أبعدتهم وزارة الأوقاف عن المنابر؟

هل سيلحق المهدي بن تومرت خطيب جمعة بمن أبعدتهم وزارة الأوقاف عن المنابر؟

إنه السؤال الذي يفرض نفسه حاليا، خاصة مع ما صدر مؤخرا عن عبد الكريم القلالي، أستاذ مادة التربية الإسلامية بالثانوي التأهيلي وخطيب الجمعة بسبتة. إذ وخلال الملتقى الثالث حول سبتة المنظم من قبل المجلس العلمي المحلي لعمالة المضيق الفنيدق تحت شعار (سبتة العالمة تاريخ واعلام)، وأثناء حصة المناقشة والتعقيبات، تدخل للرد على من دافع عن المهدي بن تومرت، متهما اياه بكونه لم يكن سلفيا ولا أشعريا وإنما كان مصلحيا.

والمعلوم أنه سبق لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن أبعدت الوهابي فؤاد الدكداكي عن الخطابة والتعليم العتيق لاتهامه المهدي بن تومرت من فوق المنبر بالزندقة،

وجاء تدخل القلالي العنيف، مباشرة بعد محاولة أحد الأساتذة استعراض جهود ابن تومرت في ترسيخ الهوية العقدية للمغرب.

وللإشارة، فقد حدث أن وظف القلالي الذي هو أيضا واعظ ومرشد تربوي بالتعليم العتيق، موقعه في هذا الأخير لجمع العرائض ضد دعوة الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، في مسألة مناقشة الميراث، لكن مديرية التعليم العتيق تسترت عن هذا التوظيف لفضاءاتها في الصراع السياسي والاديولوجي.

بقي التنبيه إلى أن الطعن الوهابي في المهدي بن تومرت من داخل وظيفة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إنما هو مبعث قلق حقيقي، ويكشف عن مأزق رهيب لمسلك الإدماج الأصولي في بنية الحقل الديني. بل الأخطر من ذلك هو التحول الكبير الذي طرأ على المؤدى من مدارس التعليم العتيق، بعد أن صارت تربة خصبة لتفريخ الظلاميين من دعاة العنف والإرهاب. الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول الكيفية التي ييسر بها تحريك آليات هذه الأهداف الدنيئة، في وقت يدعي الجميع محاربة التطرف وأفكار التعصب الرجعي.