الأربعاء 27 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عبد الواحد السلامي: الهاتف وكرة القدم

عبد الواحد السلامي: الهاتف وكرة القدم عبد الواحد السلامي

 

هل يمكن أن يكونوا شياطين بريئة فمن يهلك حسناتنا غيرهم إذن، ذكر لعل الذكرى تهز

التائهين و تغير فلسفة العابثين، العبث، وظيفتنا المقدسة بعد الأكل و الشرب، ملاهي قاتلة مسؤولة عن متاعب النفوس و وجعها.

واجهوا الواقع المر بعقولكم و بأعصابكم .. و لكن دون أن تفقدوا هدوءكم صدقوني، لا سعادة و لا متعة إلاّ في تحرير خواطرنا المسجونة، مبررات اجتماعية مادية وجغرافية  تخفي سوء النية و سوء السلوك.

متى ننظر في تخطيطنا إلى أفق بعيدة و تكون لدينا روح الريادة و الشجاعة.

لن تنتهي حربنا مع الشيطان حتى الممات، لكن ثورة ذاتية صادقة تكفي لقهره.

ماذا نقول عندما نسأل  فيما قضيتم أوقات العمر؟؟

سجناء اللهو قد يبادرون بأي شيء، إلاّ التخلص من هواجسهم الشيطانية كم نحن أشقياء، الجدية ساعة و الهزل ألف ساعة. 

بداية تجاوز الورطة لا يتطلب جهدا خارقا للعادة/ بل لا يتطلب أكثر من توفر النية الحسنة و العزم الجاد و التحدي القوي

هل رأيت نفسك وأنت تلعب الدومين على ايقاع سبّ الدين؟

هل حدثوك يوما على حالتك البشعة و أنت تلعب الكرة مرة برجلك ومرات كثيرة بلسانك الفاحش النتن؟

*هل واجهوك بحقيقتك المؤلمة وأنت تتحدث في الهاتف النقال لزمن طويل وتتفنن في سرد الحكايات الشاذة و الكلمات الدنيئة  ؟

علينا أن نثور ونغضب ونتألم، لأن هزائمنا هذه المرة قاسية جدا.

يجب على من تبّقى في عمق ذواتهم القليل من التعقل و الحكمة والثبات أن ترتفع  لهم أصوات.

تطالب و إنقاذ ما يمكن إنقاذه لأن الخسارة هي عقائدية وأخلاقية قبل أن تكون مادية ومصلحية.

 

لابد أن نتساءل:

*هل الدومين*لعبة ترفيهية أو وسيلة لإشاعة القبح و تدمير الوقت

*هل البورتابل* وسيلة هدفها التواصل الإيجابي أو وسيلة للعبث والشذوذ

*هل كرة القدم* أداة توطيد العلاقات الأخوية و التقارب بين الناس أو رياضة لزرع الفتنة وتغذية العنف و الجهل و حصد كوارث

لا تقل في خطورتها عن المخدرات و السرقة .. غافلون نحن لم ننتبه بعد إلى تلك الأشياء التي شوّهت حياتنا و حوّلت رغباتنا التافهة إلى جنون غبي

لقد حان الوقت لمواجهة شهواتنا الناطقة جهلا بأرزاق الله العزيز الكريم التي لا تعد و لا تحصى .. و الفاعلة جرما

في حق أرواحنا الجليلة ..و الأكيد أن الالتزام و التقوى هما الكفيلان بتدمير نفحاتنا الشيطانية التي عبثت بأخلاقنا

و بأوقاتنا الغالية .. لنستغل أوقاتنا حتى تكون استفاقتنا سريعة و أكيدة للخروج بنجاح عملاق من ورطتنا وتغيير

واقعنا البائس الذي أصبحت فيه الكلمة الأولى للرذيلة و أنواع الانحلال الأخلاقي .