Wednesday 14 May 2025
فن وثقافة

عبد الرحيم بهير: كتبت "طقوس العبث" لأني شعرت بأن العبث يلازمني

عبد الرحيم بهير: كتبت "طقوس العبث" لأني شعرت بأن العبث يلازمني

بعد رواياته "الفقدان" سنة 1993 و"المرأة التي" سنة 1995 و"مجرد حلم" سنة 2004 و"صلواتهم" سنة 2007 و"زحف الأزقة" سنة 2014، يعود الروائي المغربي "عبد الرحيم بهير" لتأثيث الخزانة المغربية والعربية، برواية جديدة اختار لها اسم "طقوس العبث"، الصادرة عن مؤسسة الرحاب الحديثة (بيروت). وقد وقع "بهير" روايته أمس الأحد 14 فبراير 2016 برواق "مكتبة الرحاب" ضمن فعاليات الدورة 22 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء. يقول "بهير" إن من إرهاصات كتابة روايته الجديدة شعوره في لحظة ما، أن العبث يلازمه، مُبرزا أن الحياة والموت والفكر.. بالنسبة له مجرد عبث.  وقال مُحاورنا: "مع روايتي "طقوس العبث" لن تغمض عينيك حتى تقرأ النهاية). "أنفاس بريس" حضرت حفل توقيع رواية "طقوس العبث" وأجرت حوارا مع مؤلفها "عبد الرحيم بهير".

+ عن أي طقوس وعبث تتحدث سطور روايتك "طقوس العبث"؟

- في لحظة ما شعرت بأن كل شيء يبدو لي عبثا، الفكر والحياة والموت والثقافة.. كل شيء يبدو عبثيا. شعرت بأن العبث يلازمني، فقررت أن أكتب رواية اسمها "طقوس العبث".. الحياة لا تكون عبثية فقط عندما تشعر بالحب في لحظة معينة، عندما تحب الناس ويحبونك يصبح الباقي كله عبث في رأيي.. المال ستتركه والأولاد ستتركهم، الأحبة كذلك.. الصحة لها نهاية.. أنا عندما أقول "طقوس العبث" ربما قد أسبب الإزعاج للبعض فينعتونني بالسوداوي أو غير ذلك.. أنا أرى أن الحياة جميلة فقط بأناس يبادلوننا الحب... في نهاية الرواية تموت محبوبة البطل في حضنه وتنتهي بنهاية مأساوية..

+ حديثك عن نهاية قصة الرواية، يحيلنا قبل ذلك على خلاصتها.. كيف تقدم روايتك لقراء "أنفاس بريس" في نظرة موجزة؟

- قصة الرواية تتعرض لسيرة فقيه شاب من خريجي "الكُّتاب" بالقرية، عاش في زمن ما بين فترة الاستعمار وفترة المقاومة، وكان أبوه قد زوجه بابنة عمه التي تكبره سنا وهو لا يزال طفلا.. في ذلك الزمن، كان الحرص شديدا جدا، على أن تكون المخطوبة بكرا، فوجدها غير ذلك، فطردها، ولما طردها طرده والده بدعوى أنه ألحق العار بالعائلة. بعد ذلك سافر بطل الرواية إلى الدار البيضاء وولج مسجدا بـ "كاريان" وأتخيله (كاريان بن مسيك)، ثم امتهن السحر والشعوذة وعَشِقَ فتاة جميلة جدا لم يستطع الزواج بها، فظل هائما بحبها.. وسافر إلى فرنسا وتعلق بفتاة فرنسية، ثم عاد إلى المغرب وأصبح معلما بحكم أنه في فترة ما بعد الاستعمار كان الفقيه يصبح معلما مباشرة... إلى أن عثر البطل على شابة تشبه عشيقته الأولى فأحبها وتزوجها، بحكم القبول الذي كان يحظى به من طرف نوعية من الناس خصوصا النساء، فسارت به الأحداث إلى تفاصيل غير متوقعة بالنسبة له، بحكم أنه سيعيش بعد الزواج مواقف ومحطات لا تخرج عن كونها عبث في عبث.. إلى آخر الرواية..

+ في أولى صفحات الرواية نقرأ: "حكايتي قصيدة تروي تناهيد الاشتياق وكلماتي عبور روحي من القلب إلى العقل وفضاءاته الرحبة.. سوف لن تغمض عينيك ... حتى تقرأ النهاية". هل هي طريقة لما يُمكن أن نسميّهُ "الماركوتينغ الأدبي" على غرار خطاب بعض القنوات التلفزية المصرية "مع (قناة كدا ..) مش حَتِأْدَرْ تِغمَّضْ عينيك"؟ أم هي تحد فعلي للقارئ ومغامرة من جانبك؟.

- أشكرك على هذا السؤال.. وقد أجاب عن هذا التحدي الفعلي (طلال مرتضى) ناقد وكاتب وشاعر سوري، يعيش في النمسا وكتب عن روايتي "طقوس العبث"، في جرائد ومجلات بلبنان وأستراليا، قبل أن تصدر بالمغرب.. كتب عن هذا السؤال، قائلا إن هذا نوع من التحدي للقارئ واعترف في الأخير أن هذا التحدي في محله.. وقال إنه عندما بدأ يقرأ قصة الحب داخل الرواية لم يستطع التوقف إلى أن أكملها حتى النهاية. وجوابا عن الشطر الأول من سؤالك الخاص بـ "الماركوتينغ"، فحبذا لو وصلنا بالمغرب لوسائل تقنية وفينة لتسويق الكتب، مع ضرورة انسجامها والجودة من حيث المضمون وشكل الأوراق والغلاف وكل ما يحيط بجمالية الذوق ماديا ومعنويا، ولا أقول إن هذا الأمر غير موجود، هناك محاولات متفرقة لكن حبذا لو تم تعميمها.

+ لماذا اخترت مؤسسة عربية خارج المغرب، لنشر وتوزيع هذه الرواية؟

- إذا سمحت أود أن ألفت اهتمامك واهتمام القارئ والمتتبعين للكتاب بالمغرب إلى مسألة مهمة متعلقة بمجهود مؤسسة الرحاب للنشر بلبنان، فبفضلها أصبح لي اسم بالشرق الأوسط، وأشكر صاحبها "أحمد فواز" وهو كاتب وشاعر أيضا، وعاشق للكتاب قبل أن يكون عاشق للاستثمار في نشر وتوزيع الكتب، وقد ساعدني أيضا في نشر روايتي "زحف الأزقة" التي كتبت عنها "سونيا عامر" وهي مؤلفة مشهورة من دولة الكويت، وأنا جد سعيد لأن أعمالي الأدبية منتشرة في الشرق الأوسط، في مصر في الكويت والعراق وسوريا والسعودية.. لم أكن أحلم أن تنتقل روايتي إلى هذه الدول العربية.. كتبت مجموعة من الروايات وكنت غالبا أدفع تكاليفها الباهظة جدا، إذ أدفع المال من جيبي للناشر والمطبعي. هناك شركتان تحتكران التوزيع في المغرب، والخصم للأسف يصل لنسبة 50 في المائة من ثمن البيع الإجمالي، بمعنى أنه مستحيل أن يجني المؤلف أرباحا معقولة، ومن المعلوم أن تأليف الكتب عندنا ليس مجالا للحصول على الربح.. فما بالك بمثل هذه الأمور التي تزيد تعميق أزمة الكتاب والمؤلف معا!!؟؟.