Wednesday 14 May 2025
فن وثقافة

المعماري رشيد الأندلسي والباحث يحيى بن الوليد يرصدان هوية ومعمار الدار البيضاء في كتاب

المعماري رشيد الأندلسي والباحث يحيى بن الوليد يرصدان هوية ومعمار الدار البيضاء في كتاب

صدر، مؤخرا، عن منشورات سليكي إخوان بطنجة، كتاب مشترك بعنوان "الدار البيضاء... الهوية والمعمار 1012 ــ 1960"، وهو ثمرة عمل مشترك لكل من يحيى بن الوليد الباحث الأكاديمي في قضايا التراث ودراسات ما بعد الاستعمار، ورشيد الأندلسي المهندس المعماري والعضو الفاعل في جمعيات تعنى بالدفاع عن ذاكرة الدار البيضاء.

وقال محمد الصغير جنجار، في تقديم الكتاب: "إن الكتاب الذي بين أيدينا هو ثمرة هذا اللقاء غير المحتمل (improbable)؛ وذلك ليس فقط لأنه أنتج لنا واحدا من النصوص النادرة المكتوبة بالعربية في هذا المجال، علما بأن هوة لغوية فصلت منذ عقود المعماريين المغاربة الفرنسيي التكوين واللسان، عن النقاد والمثقفين الشباب الذين درسوا بالجامعات المغربية وبلوروا خطاباتهم بالعربية. بل أيضا لأن هذا السور اللساني تعزز، في الثلاثين سنة الأخيرة، بتباعد في المرجعيات والخلفيات الفكرية والجمالية لدى الطرفين".

وقد صرح الباحث والكاتب يحيى بن الوليد لـ "أنفاس بريس" بأن فكرة هذا الكتاب كان مرتّب لها من قبل، قائلا بأن "كل ما هناك هو أننا كنّا نترك الظروف المواتية لكي نشرع في إنجاز الفكرة التي كنّا معا على دراية بأهميتها وصعوبتها في الوقت ذاته، لأننا لم نكن نرغب في إنجاز كتاب تعريفي تبسيطي سياحي بخصوص المدينة بقدر ما كنا نرغب في إنجاز كتاب معماري فكري توثيقي حول المدينة وبالاستناد إلى مراجع ومصنفات ودراسات وحوارات... إلخ. وهو ما حققناه، كما نعتقد، بالنظر للمدة الزمنية التي اشتغلنا خلالها حول الكتاب والتي بلغت العام ونصف العام.

وأضاف محاورنا بخصوص سؤال عن هل يمكن اعتبار هذا الكتاب جاء لسد خصاص في ندرة الكتب المكتوبة باللغة العربية عن الدار البيضاء ومعمارها، فأجاب قائلا: "في الواقع لم نكن نفكر في الكتابة من موقع سدّ الخصاص الحاصل في التعاطي المعماري النقدي للدار البيضاء بالنظر لغلبة المراجع والمصنفات باللغة الفرنسية حول المدينة. ممكن أن يكون ذلك لكن بشكل من الأشكال، لأن هاجسنا كان هو التعبير عن أفكارنا وعن رغبتنا المتكاملة في إنجاز كتاب من منظور معماري وثقافي حول المدينة ودفاعا عن ذاكرتها بالنظر للتخريب الممنهج والعمد الذي أخذ يطال مركزها كباقي المدن التقليدية بالمغرب. في حال الدار البيضاء يتعلق الأمر بموروث معماري ثري لا بد من الحفاظ عليه. ويبدأ هذا الحفاظ بالتعريف بهذا الميراث تحليلا ونقدا وتقويما. وهذا ما نعتقد أننا قمنا به".

للإشارة فقد جاء الكتاب في طبعة أنيقة، وفي 236 صفحة، تتخلّله صور بالأبيض والأسود دالة على الطرازات المعمارية بالدار البيضاء في الفترة الاستعمارية. وجاء متضمنا في فهرسه لـ:

- في مدار التقديم:(في تلازم المعمار والثقافة): هذا الكتاب الحواري، محمد الصغير جنجار.لماذا رشيد الأندلسي؟ يحيى بن الوليد

- في مدار الحوار:(في الهوية المعمارية وعمل الذاكرة وأداء المثقف): الهوية المعمارية الكولونيالية بالمغرب،عمل الذاكرة: عن المعمار الكولونيالي بالدار البيضاء، دور المثقف، المعماري، في سياق ما بعد الاستعمار.

- في مدار النقد:المعمار الكولونيالي بالمغرب: من أجل نظرة هادئة.