بعد وفاة عميد المسرح المغربي الطيب الصديقي، راجت الكثير من الأخبار التي تناولت مصير "مسرح موكادور" الذي بناه الراحل، كما أشار بعض المتتبعين إلى احتمال توقف هذا المشروع المسرحي وتحويل البناية إلى عمارة سكنية، يمكن أن تدر أموالا طائلة، خصوصا وأن البناية تقع في شارع غاندي بالبيضاء، في مكان يُسيل لعاب المنعشين العقاريين وأصحاب الرأسمال والاستثمار، عكس بناية مسرح في بلد مثل المغرب، لا يمكن أن تنتج إلا الأسى والعذاب وانتظار تنمية قطاع لم يعرف الوزراء المتعاقبون على الثقافة، كيف يدفعون بعجلته للأمام، إذ كرست وعمقت سياسة التعامل مع قطاع المسرح ومهنييه عام بعد عام، القطيعة مع المسرح وتلاشي رغبة الشعب في ارتياد قاعات المسرح.
المؤلف والمخرج المسرحي "محسن زروال" عمَّمَ مؤخرا عبر صفحته على الفايسبوك، عبارات أبرز من خلالها رأيه في ما يروج حول توقيع عريضة من بعض المثقفين والفنانين لإطلاق اسم (الطيب الصديقي) على المسرح الكبير بالدار البيضاء، اعترافا لما قدمه للمسرح المغربي، وكتب "زروال" : (جميل.. مبادرة مهمة ولا تستحق منا إلا أن نثمنها ونضيف توقيعنا للائحة.. لكن ما يُهمني شخصيا وما يُثير مخاوفي.. وربما سيحرمنا من إرث الراحل.. هو المسرح الذي حلم به.. مسرح موكادور.. ماذا لو بيع للشريك المفترض ؟.. ماذا لو هدمه وقام ببناء عمارة مكانه؟. ليكون قدر الصديقي أن تهدم أحلامه لمرتين.. المسرح البلدي.. ومسرح موكادور..). كما تساءل عن مصير ما وصفه بـ "التحف التي يتضمنها المسرح من قطع ديكور وملابس وأكسُسْوارات عمرها أكثر من 50 سنة"، وتساءل أيضا عن مصير كتابات الراحل الطيب الصديقي ونصوصه ولوحاته. وأبرز "محسن زروال" أن المحافظة على الإرث الفني المسرحي الذي تركه الراحل الصديقي، هي الطريقة الأمثل لتكريمه وتخليد اسمه ، موضحا أن وضع اسم الراحل على جدارية مسرح سيكون أول تنكر له، مُقترحا تغيير اسم مسرح "موكادور" بـ "مسرح الطيب الصديقي"، وختم : (مسرح موكادور ليس مجرد بناية هي تاريخ.. أحلام .. كوابيس.. هي الغد... هي الصديقي نفسه..).