كان لزوار معرض الكتاب بالدار البيضاء يوم 12 فبراير 2016 لقاء مع الكاتب الفرنكوفوني الطاهر بنجلون، في "ندوة مصغرة" قدم فيها روايته الجديدة "زواج المتعة"، كما تحدث فيها عن إرهاصات وتفاصيل كتابة هذه الرواية " الصادرة عن "دار غاليمار"، وتناول أيضا في هذا اللقاء محتواها وبعض الشخوص الفاعلة في أحداثها وعلاقة الرواية بحياته الخاصة، إذ أكد أن بعض أحداثها مستمدة من تجربته الإنسانية مع حالة أحد أبنائه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
"أنفاس بريس" حضرت لندوة تقديم رواية "زواج المتعة"، التي تمحورت مواضيعها حول العنصرية وأثرها على العلاقات الإنسانية وقد تطرق "الكاتب بنجلون" بالموازاة مع ذلك، لوضعية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وعلاقتهم بمحيطهم العائلي والخارجي، وقال أنه أمضى سنتين في كتابة هذه الرواية نظرا لأهميتها الكبرى في مشواره الأدبي، كما أوضح أن تطرقه للعنصرية في الرواية جاء لتوضيح أن عنصرية العرب والمغاربة اتجاه (سود البشرة) مثلها مثل عنصرية بعض الدول الغربية اتجاههم، بل وأضاف أنها يمكن أن تكون أكثر وقعا، مُبرزا أن البعض يطلق ألقابا ونعوتا قدحية جارحة على سود البشرة دون الاهتمام بأثرها المهين والقاسي على نفسيتهم.
وفي جو حميمي مفعم بالموافق بالإنسانية، تحدث "بنجلون" عن تأثير تجربته مع ابنه (من ذوي الاحتياجات الخاصة) على أسلوب ومحتوى كتابته للرواية، مُشيرا أن أحد شخوصها يقدم مقاربة لشخصية ابنه و ماعاشه رفقته من مواقف إنسانية، وأضاف "بنجلون" بتأثر كبير، أن ابنه غمرته سعادة كبيرة حينما أخبره أنه أحد شخوص الرواية، وأفاد أنه يرسل له من حين لآخر رسائل نصية مكتوبة بطريقة بسيطة، ليخبره أنه منهمك في قراءة الرواية. وتعدُّ رواية "زواج المتعة" عملا أدبيا يمزج بين الواقع والخيال، إذ أن أحداثها يمكن أن تنطلق من الواقع للوصول إلى الخيال، كما يمكن أن تنبع من الخيال ليتم إسقاطها على الواقع.
وتحكي هذه الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية، حكاية تاجر من مدينة فاس، زوج لمغربية، سافر إلى السينغال لشراء بعض المنتوجات والسلع، وتزوج هناك (زواج متعة محدد المدة) مع سنغالية اسمها "نابو"، كي لا يسقط في "علاقة غير شرعية" حسب اعتقاده، لكن حسب فصول الرواية تنقضي مدة عقد الزواج، ويظل التاجر الفاسي متشبثا بزوجته الثانية ويصطحبها معه في رحلة الرجوع للمغرب، لتعيش العديد من المواقف الإنسانية مع أسرة ومحيط زوجها.