انطلقت اليوم الدورة 22 للمعرض الدولي للنشر و الكتاب بالدار البيضاء ، و هي الدورة التي تغيب عنها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل للسنة الثانية على التوالي بعد رفض مسؤولي وزارة الثقافة هذه السنة أيضا طلب المشاركة الذي أرسلته الكونفدرالية في شهر نوفمبر من السنة الماضية .
و للإشارة فإن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل كانت حاضرة بكتبها و منشوراتها المختلفة في أكثر من عشر دورات سابقة ، كانت آخرها سنة 2014 ، و لم تمنع من المشاركة إلا هذه السنة و السنة الماضية. إن هذا الرفض و هذا المنع لا يفسر إلا بكونه نوعا آخر من التضييق على الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ، خاصة و أن هناك العديد من الجمعيات التي لا ترقى إلى مستوى هذه المنظمة و دورها التأطيري و حجمها التنظيمي و تمثيليتها الواسعة، و لا إلى عدد إصداراتها و أنشطتها الثقافية ، و تحظى بالمشاركة في هذا المعرض كل سنة دون أن يخجل مسؤولو وزارة الثقافة من أنفسهم و هم يرفضون طلب منظمتنا بمبرر واه ، هو ضيق المساحة المخصصة للعرض، و الواقع أنه إذا كان هناك ضيق فهو ضيق الأفق ، أفق هذه الورارة التي كانت ستتشرف بوجود رواق للكونفدرالية الديمقراطية للشغل يحتوي على عدة كتب تهتم بالمجال الاجتماعي و بالتاريخ النقابي للمغرب ، مما كان سيشكل إضافة غنية للمعرض و يمنح صورة عن بلادنا بتعددها الثقافي و الفكري.
إننا لا نستغرب هذا الموقف الذي يدخل في إطار السياسة الحكومية التي تحاول بشتى الوسائل محاربة العمل النقابي و التضييق عليه ، و الذي لا يختلف كثيرا عن موقف رئيس الحكومة الرافض للحوار مما كان وراء قرار الإضراب العام ليوم الأربعاء 24 فبراير 2016 الذي دعت إليه المركزيات النقابية الأربع ( ك.د.ش-أ.م.ش- أ.ع.ش.م - ف.د.ش).
كما أننا لن نتأثر بهذا المنع المنتظر في ظل سياسة الحكومة الحالية، و سنواصل عملنا في المجال الثقافي و الفكري ، معتمدين على إمكانياتنا و إرادتنا . سنطبع كتبا جديدة و سننظم أنشطة ثقافية متعددة في فضائنا الثقافي الذي لم يكلف مسؤولو وزارة الثقافة زيارته و لو مرة واحدة رغم الدعوات التي وجهت إليهم في عدة مناسبات منذ تدشينه في نوفمبر 2014 .