الأربعاء 27 نوفمبر 2024
فن وثقافة

150 سنة من تاريخ المدارس اليهودية بالمغرب في معرض فوتوغرافي

150 سنة من تاريخ المدارس اليهودية بالمغرب في معرض فوتوغرافي

يستعيد معرض للصور الفوتوغرافية، افتتح مساء أمس الخميس، بالمتحف اليهودي بالدار البيضاء، 150 سنة من تاريخ المدارس اليهودية بالمغرب.

فمن خلال 22 لوحة عبارة عن بورتريهات وملصقات وصور بالأبيض والأسود تؤرخ لتلك المرحلة، فضلا عن وثائق تاريخية متنوعة وحصرية مؤثرة، تمكن زوار المعرض من استرجاع المراحل المختلفة من 150 سنة على وجود هذه المدارس بالمغرب.

ويستعرض هذا المعرض، الأول من نوعه بالمغرب، الذي تنظمه مؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي بالدار البيضاء ومؤسسة "اتحاد-أليانس"، مراحل تطور شبكة المدارس اليهودية بالمغرب التي تأسست سنة 1860.

وفي هذا السياق قدم جاك طوليدانو، الرئيس التنفيذي لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي ومتحف اليهود المغاربة، في افتتاح المعرض، لمحة عن تاريخ الرابطة اليهودية العالمية وهي عبارة عن شبكة من المدارس أحدثت سنة 1860 بباريس وافتتحت أول مدارسها بالمغرب بمدينة تطوان سنة 1862. وقال طوليدانو، إنه في الوقت الذي أغلقت فيه أغلب مدارس الرابطة بالبلدان الإسلامية في سنوات الخمسينات من القرن الماضي، ظلت مدارس الرابطة بالمغرب مفتوحة لتكرس بذلك الاستثناء المغربي. مشيرا إلى أنه بعد حصول المغرب على الاستقلال، أدمجت مدارس الرابطة بالمغرب، التي أصبحت تحمل اسم "اتحاد المغرب" سنة 1961، اللغة العربية في مقرراتها ومناهجها الدراسية، مضيفا أن غالبية الجالية اليهودية المغربية باختلاف جنسياتها درست بمدارس "أليانس اتحاد" وظلت مرتبطة بمغربيتها.

واعتبر طوليدانو أن شبكة "أليانس اتحاد" تشكل منذ إحداثها نموذجا "رائعا للعيش المشترك" بالمغرب الذي يمثل رافدا مثاليا للإسلام المتنور، مؤكدا أن النموذج المغربي يمكن أن يشكل "مصدرا لاستلهام سلام عادل ودائم ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

ومن جهته أوضح أرييل دانان، المدير المساعد لمكتبة الرابطة اليهودية بباريس، أن المدارس اليهودية بالمغرب التي كانت تدرس حوالي 20 ألف طفل يهودي وغير يهودي بأهم المدن المغربية غداة الحرب العالمية الثانية، "ساهمت في تحرير الأطفال من براثن الأمية". مبرزا في عرض له حول "الرابطة العالمية اليهودية بالمغرب، 150 سنة من المعركة من أجل التربية" أن مدارس الرابطة بالمغرب قدمت بعد حصول المملكة على الاستقلال نموذجا تعليميا مهنيا متنوعا يراعي السياق الاجتماعي الجديد للمغرب.

وأشار دنان إلى أن مدارس "الرابطة العالمية اليهودية" التي درست على مدار 150 سنة من تأسيسها أزيد من مليون طفل بالعالم شاركت بشكل واسع في تطور اليهودية المغربية. مؤكدا أن الرابطة المتجذرة في النسيج السوسيو-تربوي المغربي تسير حاليا أربعة مدارس بالدار البيضاء تضم حوالي 640 طفلا من بينهم 345 طفلا مسلما و295 يهوديا.

وخلال هذا اللقاء قدم الدكتور رفاييل سيفراي عرضا حول "التاريخ القديم للحلي الأمازيغية، ما بين الذاكرة والنسيان" أبرز فيه عراقة هذه الحلي التي تعد بمثابة التراث المشترك ما بين المسلمين واليهود المغاربة ،خاصة، بالمناطق الجبلية.

وأوضح سيفراي أن الحلي الأمازيغية استمدت خصوصيتها من التقاليد المتوسطية وجنوب الصحراء التي وصلت عن طريق القرطاجيين والرومان والقوافل التجارية، فضلا عن خضوعها للتأثيرات الأندلسية خلال القرنين 15 و17 ميلادية.

ودعا سيفراي، وهو طبيب أسنان بباريس يهوى جمع وعرض الحلي المغربية الأمازيغية، إلى الحفاظ على هذه الحلي المهددة بالاختفاء والضياع وعرضها بالمتاحف.