الجمعة 17 مايو 2024
سياسة

ما الذي أغرى الهند في مملكة محمد السادس؟

 
 
ما الذي أغرى الهند في مملكة محمد السادس؟

يشارك جلالة الملك محمد السادس اليوم الخميس في القمة الهندو إفريقية التي تنعقد بنيودلهي عاصمة الهند. ويعتبر الحضور المغربي أهم حضور من القارة السمراء على الإطلاق، نظرا للمكانة التي يحتلها على مستويات التنمية والتطور الاقتصادي والانفتاح على إفريقيا، القارة التي أنهكها الاستعمار وتركها خرابا، غير أنها ما زالت تعتبر القارة العذراء من حيث الاستثمار الصناعي، وهي في حاجة اليوم إلى توجه جدي نحو الاستثمار الذي تستفيد منها شعوبها وليس الاستثمار الذي يستغلها.

فالمغرب أصبح بدون منازع هو بوابة الاقتصادات القوية نحو إفريقيا، وأي مرور عبر بوابات أخرى لن يُكتب له النجاح، بالنظر للمكانة التي يحتلها المغرب في إفريقيا، والتي اكتسبها عبر الوضوح الملكي في رؤيته لهذه القارة.

فالهند ترى أن مكانة المغرب الاقتصادية في إفريقيا وعلاقاته بباقي دول  المعمورة من شأنهما تعزيز موقع نيودلهي على الصعيد العالمي.

فإذا تمكنت الهند من الاستفادة من القمة من أجل تهييئ الأرضية لتقوية علاقاتها مع  المغرب، فإن بإمكان الدولة الشمال إفريقية التموقع كصلة وصل نموذجية بين الهند  وإفريقيا الفرنكوفونية، فضلا عن دول أوربية أخرى.

فالهند تركز على المغرب من أجل الدخول إلى إفريقيا وخصوصا إفريقيا الفرنكوفونية وكذلك بعض الدول الأوروبية، لأن إفريقيا اليوم هي محض أنظار الاقتصادات الناشئة باعتبارها قارة عذراء، في الوقت الذي تعيش بعض القارات حالة من الشيخوخة نتيجة الاستغلال المتوحش لخيرات باطن الأرض وسطحها.

إن نيودلهي تنكب على بحث سبل توسيع حضورها في أسواق الطاقة والبنية التحتية والابتكار والتكنولوجيا على الصعيد  الدولي، والمغرب يحتل مرتبة متقدمة في هذه الميادين بالقارة السمراء.

الهند ترى أن المغرب أصبح مركزا للصناعة بالنسبة لأوروبا، من خلال إنتاجه للسيارات وقطع غيار الطائرات لفائدة الشركات الأوروبية والأمريكية.

كل هذه المؤهلات فضلا عن موقع المغرب كجسر بين أوروبا وآسيا وإفريقيا والقارة الأمريكية تجعل من المملكة منصة نموذجية للمستثمرين الهنود.

لا يمكن أن نغفل اليوم أن الهند تتسابق مع جارتها الصين الشعبية حول الأسواق بالقارة الإفريقية، والتي كان فيها السبق للتنين الصيني، لكن الهند لديها مؤهلات أخرى لا تتوفر لدى البلد الخارج من الشيوعية إلى السوق الحرة، كما أن الهند تتميز بالشفافية في أرقى تجلياتها بحكم أنها تعتبر من أكبر الديمقراطيات في آسيا.

المغرب لا يغري فقط لأنه يمكن أن يكون منصة للمستثمرين، ولكن بفضل نموذجه في صناعة الاستقرار في ظل عالم يتهدده الإرهاب في كل دقيقة، وهو الذي يمكن أن يدمر كل ما بناه الإنسان بسرعة البرق، فالمغرب تمكن بالفعل من وضع برنامج لتشجيع الإسلام المعتدل، وقد نجح المغرب في المزاوجة بين إرساء إصلاحات دينية مهمة داخل المجتمع وبين الجهود الحثيثة التي بذلها من أجل تفكيك الخلايا الإرهابية أينما وجدت، مما أكسبه اعترافا دوليا بتلك الجهود.

إذن لدى المغرب ما يمكن أن يغري الهند ويجعله وجهة للاستثمارات القادمة من هذا البلد والمنطلقة نحو إفريقيا.

(العنوان من اختيار هيأة التحرير)