الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
رياضة

نادي شباب البرنوصي للملاكمة.. القلعة التي أنجبت بطل العالم تئن تحت وطأة الضربة القاضية للإمكانيات

نادي شباب البرنوصي للملاكمة.. القلعة التي أنجبت بطل العالم تئن تحت وطأة الضربة القاضية للإمكانيات

على الرغم من أن نشأته تعود لما قبل 35 سنة، ومؤسسه، الإطار التقني الحاج الغزواني حرفي، خبر 55 عاما توزعت بين الممارسة والتأطير والتجوال بين مختلف حلبات العالم، غير أن اسمه لم يلتفت إليه سوى بإحراز أحد أبنائه لبطولة العالم الأسبوع الماضي، ليذكر على سبيل الاستئناس فقط في التغطيات الإعلامية. إنه نادي "شباب سيدي البرنوصي للملاكمة" بمدينة الدار البيضاء، الذي كان له الفضل في إنجاب نجم عالمي من طينة محمد ربيعي، كما أثمر أبطالا آخرين تسيدوا الدوريات المحلية والعربية والإفريقية.

ناد اختار له قاعة للتداريب بأحد الزقاق الشعبية بسيدي البرنوصي مقابل 2200 درهم كواجب للكراء، لكن الأهم هو الصدمة التي من الممكن أن تتملك كل من قام بإطلالة عليه، كما حدث لـ "أنفاس بريس"، بحكم أن تاريخ وأمجاد النادي وغنى إنجازاته، فضلا على قيمة عناصره الخارجة عن نطاق النقاش، يفرض تصورا أفضل بكثير مما هو كائن، بحيث كان أول ما أثار الانتباه هو ضيق المساحة، وندرة لوازم التدريب، ناهيك عن انهيار أجزاء كثيرة من الجدران. الأمر الذي كان معه طرح سؤال الدعم أولوية، ليأتي الجواب من الحاج الغزواني وهو يلخص تعليقه في كلمتين "الجامعة كلاتنا"، موضحا بأن النادي لا يتسلم ولا درهما واحدا من أي جهة، سواء كانت الوزارة أو الجامعة أو الولاية أو العمالة أو حتى الجماعة الحضرية، في الوقت الذي يتم الاعتماد أولا وأخيرا على الموارد الذاتية. "كنخلص من جيبي، واللي قال بأننا كناخذو شي فرنك من عند شي حد ها وجهي"، يؤكد الغزواني، قبل أن يسجل بأن النادي يحتضن نحو 120 ممارس أغلبهم من فئتي الفتيان والشبان، وجميعهم يحتاجون إلى عناية خاصة بحكم أن النادي لا يعدهم رياضيين فقط وإنما أبناء ألفهم وألفوه منذ سنهم الصغير.

ولم يكن تصريح رئيس النادي سعيد حرفي بعيدا في مضمونه عما عبر عنه الغزواني، إذ شدد هو الآخر على أنه لو اعتمد النادي على سند الجهات الرسمية لأقفل أبوابه منذ زمن، إلا أن رغبة ووطنية المشرفين عليه حدت بهم إلى تحمل جميع المعيقات والإصرار على إبقاء سمعة النادي في المكانة التي عرف بها، علما أن نصف الممارسين يتدربون بالمجان، والباقين بواجب رمزي لا يتعدي 100 درهم.

أما نائب الرئيس سعيد عبور، فصرح بأنه كان، ومازال، يسخر سيارته لنقل الملاكمين إلى حيث يجرون مبارياتهم بمختلف المدن، والعودة بهم وقتما أنهوا نزالاتهم، وإن كان الأمر في ساعات متأخرة من الليل، ملفتا إلى أن أكثر ما يؤلمه هو وقوف القنوات الأجنبية على حال قاعة التداريب بشكلها الكارثي.

ومن جهتها، أرجعت بشرى فريخ، وهي المشرفة على القاعة بعد أن كانت ملاكمة سابقة وبطلة المغرب، (أرجعت) تضحيات النادي إلى حب هذه الرياضة بالأساس، بدليل أن أبوابه لا تغلق طيلة السنة وعلى مدار الساعة برغم قلة الإمكانيات. مشيرة إلى أن شباب سيدي البرنوصي، وإن كان قد سلطت عليه الأضواء عبر ما حققه ربيعي، غير أن هناك أبطالا آخرين لهم أيضا وزن من قبيل الشابة ندى الداكري بطلة المغرب في وزن أكثر من 100 كيلوغرام، وأشرف خروبي وحمزة ربيعي وحموت وعدنان وبربري، وسعيد مرتجي المرتقب تألقه العام المقبل في وزن 49 كيلوغرام إلى جانب صمود وبنحميدة وحفناوي.

Md-Rabii2

البطل المغربي العالمي محمد ربيعي