الخميس 2 مايو 2024
سياسة

القيادي الاتحادي محمد بن عبد القادر يكشف تفاصيل اللقاء بين الوفد المغربي والمسؤولين بالسويد

القيادي الاتحادي محمد بن عبد القادر يكشف تفاصيل اللقاء بين الوفد المغربي والمسؤولين بالسويد

على هامش وجود وفد حزبي يساري مغربي، بستوكهولم (عاصمة السويد) للتباحث مع مسؤولين سويديين بخصوص الأزمة الديبلوماسية التي تسببت فيها حكومة ستوكهولم المتمثلة في احتمال اعترافها ب "دولة البوليزاريو"، اتصلت "أنفاس بريس" بالقيادي الاتحادي محمد بنعبد القادرالذي يشرح في هذا الحوارما قام به الوفد المغربي هناك هذا الصباح. ومعلوم أن الوفد يضم كلا من محمد بنعبد القادر(الاتحاد الاشتراكي) ونبيلة منيب (الاشتراكي الموحد) ورشيدة الطاهري (التقدم والاشتراكية). وفيما يلي نص الحوار الصحفي مع المسؤول الاتحادي:

كيف مر اليوم الأول من لقائكم بالمسؤولين في السويد؟

هذا الصباح من يوم الاثنين 5 أكتوبر الجاري، تم اللقاء الأول مع مدير معهد استكهولم الدولي للدراسات حول السلام، "دام سميث"، حيث قدم لنا نظرة عن الأنشطة التي يقوم بها المعهد في مجال إحلال السلم والسلام، وأبدى لنا استعداده لتقاسم أفكارنا ورؤانا. من جهتنا، عبرنا له عن ارتياحنا من لقاءنا الأولي مع معهد للدراسات باعتبار أن المراكز البحثية تساعد على اتخاذ القرار وفق معطيات ميدانية وواقعية خصوصا على المدى الاستراتيجي. وأوضحنا له أنه كلما خضعت قضية الصحراء للمجهر العلمي، ودخلت إلى المختبرات العلمية كلما ارتفع صوت الحق والموضوعية والوقائع الميدانية، وكلما ابتعدت هذه القضية عن مجال النظر العلمي، كلما دخلت في البروباغندا السياسية، والاختزال الذي يجعل قضية الصحراء معززة ببلاغات الحرب الباردة التي تعتبر الأمر مرتبطا بـ "حركة تحرر مسنودة بدولة تقدمية ضد دولة رجعية"..

 قلنا له أن كل هذه الأمور هي خلفية لحرب باردة فائتة، وللأسف هذا هو الخطاب المؤطر لبعض القوى السياسية في السويد، والتي هي مقبلة على اتخاذ قرار مسيء لعمق القرارات المغربية السويدية. وقلنا له بأن المغرب ينظر للسويد كنموذج في الرخاء الاجتماعي والحداثة السياسية، وبأنه لايمكن لهذا النموذج المتقدم التسويق لأطروحة وهو بعيد عن تعقيدات المنطقة ورهاناتها، بحيث أنه لاتوجد دولة أوربية اعترفت بهذا الكيان الوهمي، بما فيها القوى الاستعمارية التي كانت بالمنطقة، وعلى رأسها إسبانيا وفرنسا، وهي الدول التي تضبط جيدا حيثيات النزاع وخلفيات تأسيس جبهة البوليساريو، ورغم تعاطفها في مرحلة زمنية معينة مع الطرح الانفصالي إلا أنها اتخذت جانب الحيطة والحذر في حشر نفسها في نزاع، وبدأت تؤيد طرح الحكم الذاتي.. وعليه فإن رسالتنا واضحة هي تنبيه مخاطبينا السويديين، لهذه المفارقة المؤسفة.. وفيما يخص طبيعة نشاط هذا المعهد في دراسات السلام، قلنا له بأن الاعتراف بهذا الكيان الوهمي في جنوب المغرب، من شأنه إثارة القلاقل والمس بالأمن والسلم الإقليميين، والذي قد يمتد لأوربا، البعيدة عنا بأقل من 14 كيلومتر..

وماذا كان رد هذا الباحث السويدي؟

قال لنا بأن دعم التقدم الحاصل في المغرب أمر بديهي، لكن السؤال هو كيف يمكن دمج الدعم الأوربي بما فيه السويدي للمغرب مع حل إشكالية الصحراء؟ أجبناه، بأن الحوار هو الأمثل، وبأن ما نؤاخذ عليه المسؤولين السويديين هو أنه رغم سابقتهم الحقوقية، فإنهم سقطوا في فخ الاستماع لوجهة نظر واحدة، تتعلق بجبهة البوليساريو، وبأن السويد تغض الطرف عن الاستماع للطرح المغربي، وهو ما جعل بلدكم معزولا عن السياق الدولي والجهوي، وباقي الرهانات من قبيل التطرف والتهريب والجرائم المنظمة، قلنا له أن المغرب بلد عربي وإفريقي وبأن له مكانة متقدمة في الاتحاد الأوربي، وبأنه شريك للمجلس الأوربي في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، وله اتفاقيات التبادل الحر مع أمريكا وكندا، وهناك انخراط للمغرب في العديد من الأنشطة في مجال مكافحة الإرهاب دوليا..

بالمقابل أجابنا الباحث السويدي، "أنا متفق معكم بخصوص مسألة الحوار وعرض كل وجهات النظر المتعلقة بالنزاع في الصحراء"، فقلنا له إن المعهد يمكن أن يكون شريكا أساسيا في هذا الحوار، ونحن جاهزون للحوار. سواء بالسويد أو المغرب.

وما هو برنامج زيارتكم ولقاءاتكم الأخرى المبرمجة؟

ولنا هذا اليوم لقاء ثاني مع أنشط المنظمات السويدية التي تدعم جبهة البوليساريو، وهي منظمة غير حكومية تدعى "ايموس"، كما لنا لقاء آخر مع كاتبة الدولة في الخارجية..

ولنا لقاء مع رئيس لجنة القدس في البرلمان السويدي، وهو زعيم حزب اليسار، وبعد ذلك لنا لقاء مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان السويدي، ثم لقاء آخر مع الناطق الرسمي باسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، وكذا نائب رئيس مجلس النواب السويدي، وكذا الأمين العام لمعهد الدولي للديمقرطية والمساعدة على الدعم الانتخابي، وأيضا مع الناطق الرسمي لحزب الخضر الذي هو عضو في الائتلاف الحكومي، ويوم الأربعاء صباحا سننظم ندوة صحفية نستعرض فيها حصيلة هذه الزيارة واللقاءات مع السياسيين والباحثين السويديين.