"غير طلقني غانكَلس حداك.. أنتساراح.. الله يرحم بَّاكْ أ عمي... غادي نمشي للحبس... كولو ليها تسمح ليا"... هكذا خاطب لص في مقتبل العمر مواطنين كانوا يحاصرونه اليوم الثلاثاء 29 شتنبر 2015، قرب مقهى "الأنس" المُقابلة لثانوية بن الياسمين بالحي الحسني بالبيضاء، بعد أن أوقفته تلميذة حاول سلب هاتفها النقال على مرأى ومسمع من زملائها والمارين بالزقاق الفاصل بين المقهى والثانوية.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى حدود الساعة التاسعة صباحا، بينما كانت تلميذة (ذات بنية جسدية قوية) تقف بالقرب من الثانوية، واضعة سماعات في أذنها وحاملة هاتفا نقالا في يدها، قبل أن تتوقف دراجة نارية على بعد أمتار قليلة منها، لينزل منها شاب ببنية جسدية نحيفة ويتجه بسرعة البرق نحو الضحية محاولا سلبها هاتفها النقال. لم تنتبه التلميذة لمداهمة اللص لها، إلى حين إطلاق زميلاتها لصيحات النجدة، وبعد إمساك اللص بالهاتف النقال حاول انتزاعه بعنف، لكن كانت ردة فعل التلميذة أقوى مما تصوره اللص وكل من شاهد الواقعة، إذ جدبت يده بقوة، وضربته جهة الرأس بكتفها، مُسترجعة هاتفها النقال. بعد انتباه الشريك السائق لردة فعل الضحية ومحاصرة شريكه، فرَّ بدراجته النارية تاركا وراءه منفذ السرقة بين يدي المارة، الذين تواجد بينهم شخص بلباس مدني أخبر الجميع أنه ينتمي لأسرة الأمن، إذ كان يُحكم قبضته على اللص بحزم بمساعدة اثنين من المواطنين، الذين حاولوا تهدئة اللص بإخباره أن التلميذة ستتنازل عن متابعته فور قدوم الشرطة، لثنيه على مواصلة المقاومة ومحاولة الإفلات. وبالموازاة مع محاصرة اللص كان الشخص المذكور يُجري اتصالات هاتفية مع دورية الأمن بالمنطقة، إذ حضر بعد 10 دقائق، رجلا أمن على متن دراجتين ناريتين ووضع أحدهما الأصفاد في يدي اللص، وتلقى الآخر تعليمات من الشخص المذكور مفادها (تسجيل المعلومات الخاصة بالضحية واللص إلى حين التحاقه بالجميع بمركز الشرطة).
وقد تزامن تفتيش رجلا الأمن للص مع حضور سيارة الشرطة لمسرح الحادث، إذ نزل منها شرطي بلباس رسمي وشارك رجلا الأمن في عملية محاصرة اللص وتفتيشه، حيث تم استخراج محفظة وسكين وقطع مخدرات من جيوبه، قبل حمله بسيارة الأمن بمعية الضحية، والاتجاه صوب الدائرة الأمنية لمتابعة الإجراءات الخاصة بمثل هذه الحالات.
