وأنا أتجول بين أروقة المركز الإعلامي الذي أقيم خصيصا بمناسبة تنظيم أكبر تظاهرة للسفن الشراعية في المنطقة الشمالية لأمستردام، تذكرت الموقع الجغرافي لبلدي( المغرب) و حكاية امتداده على ساحل المحيط الأطلسي البالغ 3500 كلم و حكاية البحر الأبيض المتوسط في شمال و شرق المغرب... فتساءلت إن كانت بلادي ممثلة نحن مغاربة هولندا كسائر البلدان التي تشارك و للمرة التاسعة على التوالي في أكبر تظاهرة للسفن الشراعية الآتية من بعيد و من كل القارات الخمسة ، دول أتت بيانها و إرثها البحري من خلال استعراض سفنها العتيقة و يخوتها الجديدة ! فرصة توظفها الدول المشاركة في (Sail ) لتسويق منتوجها السياحي و الثقافي للهولنديين و غيرهم !
لقد كانت خيبتي التاسعة و أنا استرجع أرشيف التظاهرة قبل مغادرة المغرب في بداية الثمانينات و بعدها عايشت خمس تظاهرات متتابعة و كان المغرب الخاسر الأكبر من خلال تسجيل و تأكيد الغياب عن أكبر تظاهرة عالمية يزورها أكثر من 3 مليون هولندي و سائح خلال الأربعة أيام المخصصة لـ Sail . أقول الخاسر الأكبر ، لأننا البلد الوحيد في العالم ممن يتغنى امتلاكه مياها أطلسية وأخرى متوسطية هكذا تعلمنا في مدارسنا الابتدائية في دروس الجغرافيا و حدود المغرب الطبيعية! لكننا لا نشارك ولو بقارب صغير بتسع لأكثر من شخصين ! و معلوم أن دولا خليجية لا تتعدى مسافاتها الشبر تشارك و منذ سنوات بسفنها و حاضرة أيضاً بفلكلورها ، دول صغيرة لكنها تدرك الأهمية الكبرى لهذه تظاهرة للتعريف ببلدانها ومآثرها السياحية اذكر هنا الإمارات العربية المتحدة ، البحرين و قطر !