يشرع الكاتب الصحافي محمد شروق في نشر مذكراته على صفحات جريدة "أنفاس بريس".
وتنطلق هذه المذكرات من اجتياز فترة الخدمة المدنية للكاتب بوزارة الداخلية والإعلام (قطاع الإعلام) في 01 دجنبر 1986؛ وصولا إلى تقاعده الإداري في 25 مارس 2024، ملحقا بعمالة الدار البيضاء أنفا مستشارا للعامل في الصحافة والاتصال. ويبدأ الكاتب الصحافي محمد شروق نشر مذكراته ، مسترجعًا أولى خطواته المهنية بعد التخرج من معهد الصحافة سنة 1986، وتجربته داخل وزارة الإعلام في زمن إدريس البصري، وما رافقها من تحديات البدايات والبحث عن الاستقرار.
وتنطلق هذه المذكرات من اجتياز فترة الخدمة المدنية للكاتب بوزارة الداخلية والإعلام (قطاع الإعلام) في 01 دجنبر 1986؛ وصولا إلى تقاعده الإداري في 25 مارس 2024، ملحقا بعمالة الدار البيضاء أنفا مستشارا للعامل في الصحافة والاتصال. ويبدأ الكاتب الصحافي محمد شروق نشر مذكراته ، مسترجعًا أولى خطواته المهنية بعد التخرج من معهد الصحافة سنة 1986، وتجربته داخل وزارة الإعلام في زمن إدريس البصري، وما رافقها من تحديات البدايات والبحث عن الاستقرار.
التخرج من معهد الصحافة وبداية الخدمة المدنية
الآن عمري 64 سنة..لكن في يوم 01 دجنبر 1986 كان سني 25 سني..في هذا اليوم، دشنت مسيرتي المهنية الإدارية طيلة 37 سنة..
بعد التخرج من المعهد العالي للصحافةبالرباط في يونيو 1986، سأتوصل في نونبر من نفس السنة باستدعاء من وزارة الوظيفة العمومية لجمع بعض الوثائق لقضاء فترة سنتين للخدمة المدنية.
كان جميع خريجي التعليم العالي يقضون هاتين السنتين في قطاعات مختلفة حسب نوع الشهادة أو الإجازة.
بالنسبة لنا نحن خريجي المعهد العالي للصحافة (شعبة الصحافة المكتوبة)، كان الأمر واضحا: قضاء فترة الخدمة المدنية بوزارة الإعلام أو وكالة المغرب العربي للأنباء أو جريدة الأنباء التي كانت تصدرها الوزارة المعنية.
أما بالنسبة لشعبة السمعي البصري، فإنهم يلحتقون بالإذاعة والتلفزيون.
في اليوم الموعود؛ 01 دجنبر 1986، سأحضر ومعي بعض الوثائق إلى ملحقة وزارة الإعلام بحي أكدال بالرباط، لأجد بمكتب رئيس مصلحة الموظفين، المرحوم محمد عليلي ثلاثة من الخريجات لا أذكر منهن إلا العراقية جنان التي كانت قد تزوجت من مغربي، ومنحت لها الجنسية المغربية وفايزة إبنة مدينة الرباط.
في اليوم الموعود؛ 01 دجنبر 1986، سأحضر ومعي بعض الوثائق إلى ملحقة وزارة الإعلام بحي أكدال بالرباط، لأجد بمكتب رئيس مصلحة الموظفين، المرحوم محمد عليلي ثلاثة من الخريجات لا أذكر منهن إلا العراقية جنان التي كانت قد تزوجت من مغربي، ومنحت لها الجنسية المغربية وفايزة إبنة مدينة الرباط.
سبحملنا الرئيس عليلي الذي سينتحر سنة 1990، في سيارته رونو 4 للتوجه الى مقر وزارة الإعلام بشارع محمد الخامس بمدينة الرباط، التي توجد بجوار بنك المغرب وأمام مقرات الخزينة العامة والبرلمان. ستتحول بعد سنوات إلى حديقة عمومية بعد تشييد مقر لوزارة الاتصال بحي باب المعارف بالسويسي بالرباط.
كان في استقبالنا بمقر الوزارة السيد عزيز حسبي الكاتب العام للوزارة، ولكن في الواقع كان هو الوزير الفعلي بحكم أن وزير الإعلام المعين سنة 1985 كان هو إدريس البصري وزير الداخلية والإعلام.
في هذا اليوم 01 دجنبر 1986، كانت الانطلاقة داخل عالم جديد..لم أكن أتوفر على سكن لأن تعييني تم قبل تعيين أصدقاء الدراسة الذين يمكن أن أكتري معهم سكنا.
قضيت اليوم الأول للتعرف على المكان بمكتب كان يجلس فيه شخص وجهه شاحب مكتئب لا يتوقف عن التدخين ولا يتكلم مع أحد. سأعرف فيما بعد أنه كان اليد اليمنى والمساعد الأول لوزير الإعلام الأسبق...لكن بعد رحيل الوزير، تم الانتقام منه شر انتقام حيث تركوه لمدة سنتين بدون أجر. فقد كان ملحقا بوزارة الخارجية،
ولما عاد إلى وزارة الإعلام كان لابد من إحداث منصب مالي جديد لإعادة إدماجه، وهو ما لم طال لحوالي سنتين.
ولما عاد إلى وزارة الإعلام كان لابد من إحداث منصب مالي جديد لإعادة إدماجه، وهو ما لم طال لحوالي سنتين.
كان المكتب الذي طلبوا مني الجلوس فيه إلى جانب مكتب الصديق معنينو الذي كان يشغل آنذاك مدير الإعلام بالوزارة. كما كنت على بعد أمتار من مكتب الكاتب العام عزيز حسبي.
هنا لا بد من الإشارة إلى أمر مهم وهو أنني كنت أعرف أن السيد حسبي هو خال أصدقاء الطفولة بسيدي البرنوصي؛ جحى، إدريس، حسن، عبد الإله، حسن وكمال.
قلت في اليوم الأول وهو يستقبلنا نحن الموظفين الجدد: يا لها من صدفة!!!!
كان المكتب الذي كنت فيه بالطابق الأرضي يطل من خلال إحدى النوافذ على شارع محمد الخامس الذي لا تنقطع فيه الحركة..كنت أردد في نفسي وأنا داخل مكتب بدون مهمة محددة، أنني سأعيش فترة "اعتقال احتياطي".. الطفل الذي كان يحلم بممارسة الصحافة هاهو قابع في مكتب بوزارة تحكمها وزارة الداخلية.
كان المكتب الذي كنت فيه بالطابق الأرضي يطل من خلال إحدى النوافذ على شارع محمد الخامس الذي لا تنقطع فيه الحركة..كنت أردد في نفسي وأنا داخل مكتب بدون مهمة محددة، أنني سأعيش فترة "اعتقال احتياطي".. الطفل الذي كان يحلم بممارسة الصحافة هاهو قابع في مكتب بوزارة تحكمها وزارة الداخلية.
في الطابق الأول، كان أعضاء ديوان الوزير ادريس البصري الذين سيبصح أغلبهم عمالا أو مدراء كبار بوزارة الداخلية: مصطفى العلمي عامل بتمارة، الرباج (مدير الوكالة الحضرية بمراكش)، جواد (عامل بتمارة بعد العلمي) حميد (عامل بطانطان)..
إنتهى اليوم الأول الطويل لأغادر الوزارة على السادسة والنصف في اتجاه مقهى قريبة من هناك: بوله poulhe.
كنت بالمقهى رفقة بعض الأصدقاء دون أن أعرف أين سأقضي الليلة.
هكذا سأقضي شهر دجنبر كله بين المبيت عند الأصدقاء أو بالحي الجامعي السويسي الذي قضيت فيه أربع سنوات، أو آخذ القطار إلى سيدي البرنوصي والعودة إلى الرباط في الصباح الباكر.
هكذا سأقضي شهر دجنبر كله بين المبيت عند الأصدقاء أو بالحي الجامعي السويسي الذي قضيت فيه أربع سنوات، أو آخذ القطار إلى سيدي البرنوصي والعودة إلى الرباط في الصباح الباكر.
لم أكن أستطيع الكراء لوحدي، لأنني كنت بدون أجر وثانيا لأنني كنت أنتظر تعيين أصدقائي لكراء شقة.
وهو ماكان إذ سيلتحق بي في وزارة الإعلام كل من ابراهيم الشعبي، بلالي اليزيد، بعيد بوبكر، المدني دروز، ومصطفى الزارعي وغيرهم من الخريجات..
وهو ماكان إذ سيلتحق بي في وزارة الإعلام كل من ابراهيم الشعبي، بلالي اليزيد، بعيد بوبكر، المدني دروز، ومصطفى الزارعي وغيرهم من الخريجات..
لن ننتظر كثيرا إذ تكلف المدني دروز وبلالي اليزيد بكراء منزل تقليدي من غرفتين ومطبخ وحمام وفضاء كبير في الوسط بمبلغ ألف درهم. وذلك بالحي الشعبي المعروف العكاري، زنقة الشرقاوي رقم 04. سينضم إلينا بعيد بوبكر لنصبح نحن الأربعة مقسمين على غرفتين.
أتذكر أنني اشتريت سريرا من حديد و من حلفة أما الوسادة والأغطية فقد حملتهما من بيت العائلة بسيدي البرنوصي.
يتبع..

