الوضع في منطقة غرداية (الجزائر) التي كانت مسرحا في مطلع شهر يوليوز الماضي، لمواجهات عنيفة بين الامازيغ الإباضيين والعرب المالكيين مخلفة 23 قتيلا ، ما يزال قابلا للاشتعال،هذا ما انتهت إليه الصحيفة الفرنسية (لوفيغارو) في عددها الصادر اليوم الثلاثاء.
وذكرت الصحيفة أن منطقة (مزاب) وعاصمتها غرداية، تشهد منذ سنة 2013 وبشكل متنظم، أعمال عنف بين الطرفين، مضيفة أن السلطات أوقفت مشروع بناء سور يفصل بين الطائفتين في منطقة (بريان) الواقعة على بعد حوالي 30 كلمتر شمال غرداية. وسجلت (لوفيغارو) أن محاولات التهدئة التي قادها وجهاء من الجانبين لم تكلل بالنجاح جراء عدم قدرة شيوخ الطائفتين على التأثير على الشباب "المشدودين إلى الخارج والمدمنين على شبكة الانترنيت حيث يتم ترويج دعوات للقتل من قبل مزابيين وسلفيين حاقدين" .
ونقلت الصحيفة عن أحد كوادر حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، قوله إن الدولة الجزائرية تتحمل جانبا من المسؤولية في الشرخ الذي وقع بين الطائفتين المتجاورتين، مضيفا أن "الدولة مارست لعبة خطيرة منذ الاستقلال، وقامت بتسويات مع المزابيين والشاوييين والطوارق وخاطبتهم بالقول : ما دمتم لا تطالبون بحكم ذاتي ولا تسيسون ، على غرار منطقة القبائل، خصوصياتكم الهوياتية، فإننا سندعكم وشأنكم".
وشددت (لوفيغاور) أيضا على الأسباب الاقتصادية والاجتماعية لهذه المواجهات، وخاصة الهجرة القروية بسبب الانهيار الاقتصادي بالقرى.
وكتبت الصحيفة أنه "إذا كانت غرداية ما تزال تحتفظ بسحر القصور القديمة، فإن الأحياء الجديدة التي تناسلت بها تبدو أقرب ما تكون إلى تجمعات فوضوية لكتل خرسانية و دور سكنية غير مكتملة البناء تخترقها عوامل الرياح والحرارة والرمال وتمتزج فيها كل علل الجزائر، حيث مشاعر الحنق والبطالة والغلو الديني تعتمل كنار كامنة".
وذكرت لوفيغارو أنه لمراقبة الوضع عن كثب، قامت الدولة بتفويض تدبير شؤون المنطقة للجيش وإن بشكل غير ظاهر، مؤكدة أن مدن الوادي مطوقة ب 8000 من عناصر الدرك والشرطة المستاءين جراء "الشمس الحارقة والتوترات وبعدهم عن ذويهم منذ سنتين".