قال مشاركون في ندوة بتافراوت بمناسبة الدورة العاشرة لمهرجانها، يوم الجمعة 8 غشت 2015، أن المختار السوسي، العلامة والأديب والفقيه المعروف، انبهر بثقافة أهل فاس ولكنه أحس بالغبن والإقصاء من نخبتها، وأكد هؤلاء في مناقشة عروض الأساتذة الذين أطروا ندوة حول موضوع "المختار السوسي وكتابة تاريخ بادية سوس"، ومن ضمنهم ابنه الأصغر الذي شارك بمداخلة مطولة حول مسار والده، كشف من خلالها كون أبيه كان "متصوفا سلفيا"، ومهتما بمختلف مناحي الحياة العلمية والاجتماعية والثقافية بسوس، كما يعتبر مرجعا لا محيد عنه لكل باحث في تاريخ ومجتمع سوس.
وقد تتبع أشغال هذه الندوة عدد من المهتمين، والتي ساهم فيها إلى جانب نجل المختار السوسي كل من الأستاذ أحمد بومزكو وإبراهيم أعراب وعلي إنشاد، وأدار أشغالها عن الجهة المنظمة محمد السعيدي.
وفي معرض رده على عدد من تساؤلات الحاضرين حول مسار المحتفى به، العلامة المختار السوسي، أكد نجله أن والده لم يستعمل كلمة أمازيغية في كتاباته المتعددة إلا ثلاث أو أربع مرات ومكتوبة بصيغة "الأمازيغي" وكان يستعمل عبارة "الشلحة السوسية"، وأضاف أن الراحل يمكن تصنيفه ضمن الباحثين في الأمازيغية من خلال كتاباته الغزيرة حول منطقة سوس.
وفي نفس السياق، أكد الأستاذ إبراهيم أعراب أن إيديولوجية المختار السوسي عروبية إسلامية تنسجم والسياق التاريخي الذي عايشه. وفي المقابل دعا الأستاذ أحمد بومزكو إلى فتح ورش جديد حول كتابات المختار السوسي من أجل الكشف عن المزيد من المعطيات العلمية في العلاقة ما بين المختار السوسي والأمازيغية.