السبت 11 مايو 2024
سياسة

فضيحة حامي الدين ومنصور: لماذا يطغى الهوس الجنسي على أفكار الأصوليين حتى اتخذوه مهيجهم الرئيسي..؟

فضيحة حامي الدين ومنصور: لماذا يطغى الهوس الجنسي على أفكار الأصوليين حتى اتخذوه مهيجهم الرئيسي..؟

هل فعلا ولى زمن نقاش الملفات الهامة أم مازال في الأمر أمل؟ وإن كان هذا الأمل.. فمن المسؤول عن الزج به في موقع الركن البعيد وكأنه الاستثناء وليس القاعدة؟. مناسبة هذه التساؤلات تجد تبريرها في تسجيل فارق الهوة الكبيرة بين طبيعة القضايا التي ألف المواطن على إثارتها أيام نشاط التيار اليساري مثلا، وما نواجهه اليوم من سيطرة لهاجس "الجنس" على اهتمامات من يسمون ب"الأصوليين"، وكأنه القضية الأولى والأخيرة التي تهمهم إلى جانب جسد المرأة بشكل عام. ومن هنا، أصبحت الشكوك تتراكم حول ما إذا كان ذلك الميول غير الطبيعي يعود لكبت وحرمان يعانيه هؤلاء؟، أم يترتب عن موقف شاذ اتجاه المرأة ككتلة لحمية منبوذة ومختزلة فقط في جهازها التناسلي؟. وبما أن الجواب اليقين لا يمكن أن يستشف إلا من اعتراف المعنيين بالموضوع أو على الأقل النظر بعين المحلل لسلوكاتهم كمعطى دال، يبقى أقصر الطرق لبلوغ هذه الغاية الإشارة ولو عشوائيا إلى بعض تلك المظاهر العصية عن العد في ممارساتهم، والتي لم يعد يمر شهر إلا وحمل أحد خرجاتها المثيرة للجدل. إذ وفي الوقت الذي تميزت سنوات الستينات والسبعينات وما يليها بحراكات ثورية يعلم الجميع المبادرون إليها لغرض نصرة حقوق مهضومة، إلى حد خوض معارك دموية من أجلها كهدف إنساني لا فرق فيه بين رجل وامرأة، غزت اللحظة تيمة الهوس الجنسي على قمة أفكار أصوليي العهد الجديد. ولنا أن ننطلق من آخر ما شغل هذه الأمة خلال الأيام القليلة الماضية، لنصل إلى أن كل ملف فيه إلا وله ارتباط بامرأة وما يأتي من قبيلها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وللتذكير، يكفي الالتفات إلى الرجة الحقيرة التي أحدثها الإخواني أحمد منصور وهو يصيح يمينا وشمالا لمجرد التغطية على زلاته النسوانية برعاية خلانه المحسوبين على حزب العدالة والتنمية، مع أن الحقيقة المكشوفة تحيل على مسؤوليته الثابتة في خلل على مستوى توازنه الجنسي، والذي حدا به إلى أن يعدد زيجاته العرفية، بل ويلقي بها بعد إشباع نزواته على هامش الاستغناء. والمنفر هو أن ذلك النموذج الذي مازال قيد السخاء بالمزيد من المستجدات، لا يعد أكثر من نقطة في بحر  لسقطات أمثاله الملتحين. ولربما من مكر الصدف أن أحد نواب برلمان بلده الأصوليين، سكت بدوره دهرا، ولما نطق في جلسة انتظرها الجميع مناسبة لاقتراح مبادرات وازنة تخدم الوطن وشعبه المنهك، طالب بضرورة تشريع قانون يسمح للزوج بمضاجعة زوجته المتوفاة خلال ست ساعات من وفاتها، وذلك فيما أسماه ب"مضاجعة الوداع". ولعله سيكون من المفيد أيضا العودة إلى الركيزة الأساسية التي يعتمدها هذا الصنف من الأصوليين لاستقطاب المزيد من الشباب إلى صفوفهم، والتي لم تكن سوى تهييجهم بوعود ملاقاة حور العين في الدار الآخرة إن أبدوا جاهزيتهم للانضمام، حينها سيتفرغون لنكاح ما طالب لهم وما حرموا منه في الدنيا. بل حتى وإن اقتضى الحال، فالإمكانية متاحة أيضا قبل الاستشهاد عبر "مجاهدات النكاح" اللاتي يسقن لأفرشة أبطال هذا "السُّعار النكاحي"، وفيه أجر بإذن الله..