الخميس 19 سبتمبر 2024
مجتمع

أعلن عنها في ندوة: أكثر من 100 ألف معتقل احتياطي سنة 2014

أعلن عنها في ندوة: أكثر من 100 ألف معتقل احتياطي سنة 2014

كشف محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون، عن أن خطة عمل الإدارة تسير دائما في اتجاه أنسنة الفضاء السجني، من خلال استبدال الأبواب الحديدية للزنازن بأخرى من الخشب في احترام تام للسجينات المرفقات بأبنائهن، "لا يعقل أن يظل هذا الطفل صباح مساء وهو يسمع أصوات الزنازن وهي تفتح أبوابها أو تغلقها، محدثة أصواتا مزعجة، ومهما كان فابن السجينة لايتحمل مسؤولية جرم والدته"..

وكان حارس سجون المملكة يتحدث خلال مناظرة وطنية تحت شعار "السجن قضية مجتمع"، يوم أمس الجمعة 5 يونيو الجاري، وطالب التامك من بعض القضاة أن يراعوا حيثيات من يمثل أمامهم من القاصرين والمرضى النفسيين.. "هل يمكن أن يكون السجن فضاء لعقاب قاصر أو شخص سرق مبلغا أو شيئا تعادل قيمته 500 درهم، وتقوم إدارة السجون بصرف مبالغ مضاعفة في إيوائه في السجن، المفروض أن تعاد تربية هذا الطفل في فضاء أسري أو جمعوي نظيف، أو نعطيه ملابس رياضية ونسلمه لنادي رياضي، يقوم أخلاقه، كلنا كنا نسرق ونحن صغارا، بيضة أو برتقالة، والسجن ما أسس لعقاب الصغار"، يقول التامك، مضيفا، "على القضاة أن يكونوا مرنين في إصدار الأحكام، وابتداع عقوبات بديلة عن الحبس والسجن"..

ونبه التامك لخطورة قضاء بعض من ثبت خللهم العقلي في السجون، "على الجهات المعنية، تحمل مسؤوليتها وهي تدين أشخاصا مختلين عقليا، بل هناك من حكمت هيئات قضائية بانعدام مسؤوليتهم الجنائية، ويقبعون في السجون، مما يجعل فضاءاتنا السجنية، تشكل خطرا بوجود هؤلاء الأشخاص، وما حادثة مصرع أحد السجناء على يد سجين مختل عقليا في سجن عكاشة، إلا دليل على خطورة الوضع"..

وكشف التامك في اللقاء نفسه، الذي نظمه المرصد المغربي للسجون والمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن هناك تنسيقا بين مصالح المندوبية ووزارة الداخلية من أجل منح السجناء بطائق تعريفية تحمل أسماء الأحياء التي تقع فيها السجون، وذلك من أجل ضمان مشاركتهم في الاستحقاقات الانتخابية..

وأدلى أحد أطر مندوبية السجون برقم يتعلق بعدد المعتقلين الاحتياطيين في السجون، إذ بلغ 105 آلاف سجين سنة 2014، تم الإفراج عن 23 ألف سجين، سواء للحكم ببراءتهم أو عدم توفر أدلة لمتابعتهم أو لحفظ ملفاتهم.. "وهو ما يعني عبء كبيرا لإدارة السجون في عملية إيوائهم"...

من جهته أبدى الأستاذ أحمد الصبار، عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إعجابه بسجن أزرو، "في الوقت الذي كنا نجد فيه السجون التقليدية، تقع إلى جانب المقابر، في دلالة على ارتباط السجون بالموت، أو يتم صباغتها بلون رمادي غامق، يؤثر بشكل كبير على نفسية السجناء، إلى جانب هندسة ساحات الفسحة بزاويتها القائمة، أصبحنا نجد سجونا عصرية، من قبيل سجن أزرو، الذي يعد نموذجا معماريا متقدما يجسد أنسنة الفضاء السجني، من حيث توفره على مرافق صحية ومعلوماتية، تسير وفق منظومة الاندماج.." يقول الأستاذ الصبار.