أهو القدر أم شيء آخر الذي صار يجثم دون رحمة على صدور زبناء قطارات ربيع الخليع، التي لم يعد يمر حادث غريب عنها، حتى يحصل حادث ثان أفظع؟. بحيث وبعد واقعة مشابهة عرف أطوارها، قبل أسابيع، قطار قادم من مدينة القنيطرة في اتجاه الدار البيضاء. تكررت الصورة يوم أمس الأحد عندما فوجئ ركاب القطار الرابط بين مدينتي وجدة والدار البيضاء بتحرك عرباته ومن تلقاء ذاتها في الاتجاه المعاكس، ولمدة تزيد عن نصف ساعة.
الأمر الذي أصاب المتواجدين ساعتها داخل القطار بهلع شديد، خاصة وأن المنطقة التي عرفت الحادث، أي نفق "واد امليل" بتازة، كانت مظلمة. بل حتى المسؤولين لم يبادروا بأية محاولة لإخبار المسافرين بما يحدث أو طمأنتهم، ليظل الوضع على ما هو عليه إلى أن حل اللطف الإلهي وتوقف القطار تاركا صدمة وتجربة قاسية في نفوس المتورطين ضحية ذلك المطب الذي أصبح وأمثاله ماركة مسجلة في اسم إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية. فإلى متى إذن سنبقى نسمع ونرى كوارث من هذا القبيل، والحصيلة السيئة لرحلات تلك القطارات لا تنذر إلا بتوالي المصائب؟. علما أنه ومن خلال ظروف ونوعية ما جرى تعد تلك النهايات أهون ما يمكن أن تختم به اختلالات التسيير. أما إن كان في النية انتظار إلى أن تزهق أرواح وتضيع حيوات من أجل التحرك، فذلك ما يرعب ويحبس الأنفاس.